الحارة الحجازية بملتقى الحرفيين الثاني بعنيزة تجذب الزوار بالمأكولات

شهد السوق الحجازي بملتقى الحرفيين الثاني بمحافظة عنيزة ، الذي انطلق قبل أيام تحت شعار (أيادي تعمل وأيادي تدعم) ، وينظمه مركز التنمية الاجتماعية بعنيزة ، حراكاً غير مسبوق ، حيث يتوافد الزوار على شراء المأكولات الحجازية من بليلة وشاورما مكة وغيرها ، حتى أضحى هذا الجناح رافداً اقتصاديا مهماً ومصدر رزق للمشاركين فيه.
وأثناء مرورك بالسوق الحجازي تسترعي استماعك أصوات الباعة وهو يرددون الأهازيج الحجازية القديمة ك ( بليلة مع الكمون بالفلافل بالليمون) لجذب المتسوقين ، ويرتدون الزي الحجازي القديم ضمن الطقوس الحجازية القديمة بالبيع واستقبال الزبون.
وتحتوي الحارة الحجازية بالملتقى أيضاً على عدت أجنحة مختلفة منها : فوال العم ناصر ، وركن المنتو والفورميزه ، وطبق الحجاز ، ومعصوب الحجاز ، وحلويات عبدالوهاب أبو نار ، وركن بليلة الحجاز وشربت الحجاز المنتوش.
ويجد السوق إقبالاً من الزوار لمعرفة الوجبات الحجازية القديمة ، فمن لايشتري فهو بالطبع يستفسر ويناقش الباعة عن مايقدموه ، وبعضهم يختار الجلوس وسط الحارة للمشاهدة والاستمتاع.
ويقول بائع البليلة عبدالكريم محمد : أنا سعيد بمشاركتي الثانية في الملتقى والدخل ولله الحمد جيد ، وأن الأهازيج الحجازية التي تستخدم في البيع مثل (بليلة مع الكمون بالفلافل بالليمون) وأخرى (بليلة بثلاث قروش عند حمتو بخمس قروش) هي لجذب الزائر.
وزاد:"البليلة من أشهر وأقدم الأكلات الحجازية ويستخدم بها سبعة أصناف ويتضمنها الخل والليمون والبهارات وتُحضر على يد معلم".
وعن الإقبال أفاد: نجد إقبال من الزوار لتذوق البليلة الحجازية أو المأكولات المتواجدة بالحارة والزي الحجازي الذي نرتدية يجذب المتسوقين ويقومون بالتصوير.
وتحدث عمدة الحارة الحجازية القديمة نايف بن أحمد صالح عن دور العمدة بالسابق كون العمدة المرجع لأفراد الحارة والذي عرف عنه العدل والحكمة والطيبة والتمتع بشخصية قوية.
وبين أن العمدة هو المطلع والمشرف كذلك هو العقل المدبر والقائد وكبير الحارة وعرف عن العمدة العدل فكلمته مسموعة بين أفراد الحارة".
وأكد أنه يوجد العديد من الشخصيات المهمة في الحارة ، التي منها العسة (معاون العمدة) ويقوم بالتجول والمراقبة على المحلات وبيوت الحارة عكس ما يقومبه نقيب الحارة الذي تنحصر مهنته بمتابعة المجرمين و القبض عليهم.
وتطرق العمدة لوظيفة المسحراتي ، موضحاً مهنته التي تتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك حيث لايوجد بالسابق مدافع للتنبيه عن دخول وقت السحور أو الفطور بل يستخدم طبلة أو مزمار يصحبها بعض الأناشيد والتهليلات والتي منها (يا نايم قوم السحور) ،ويتم من خلاله إيقاظ أهالي الحي ، وأما الجسيس فهو من يرسم البسمة بين أوساط الناس، وأما المجس فهو لون تراثي يكثر تواجده بين حفلات الزواج وعقد القران والمناسبات الخاصة.
وكشف العمدة عن أشهر الحلويات الشعبية وهي حلاوة عبد الوهاب أبو نار ومن أنواعها حلاوة الشعر­­­- حلاوة الهريسة - حلاوة اللدو- حلاوة المفروكة ، مشيراً إلى أن حلوياتأبو نار مشهورة ومعروفة على مستوى المملكة ، وهي حلوى بلدي بتحضير منزلي.
ويتحول العمدة في الحديث عن بعض المأكولات الشعبية ومنها المطبق الذي يعد من أشهر الأكلات الحجازية المعروفة ومن أنواعه مطبق الموز- مطبق الجبنة - مطبق القشطة ، الذي يحضر عن طريق الصاج ، ويُقدم للضيف وقت العشاء ، والبليلة التي تعد الأكثر طلبا في الحارة ، وأنها من أقدم وأشهر الأكلات الحجازية التي تمتاز بالطعم والنكهة الحجازية القديمة ، حيث تعد البليلة من الأكلات الخفيفة والمحبوبة للكبار والصغار ،ويختلف تحضير البليلة الحجازية عن غيرها التي تتكون من الخل والطرشي والبهارات الحجازية المميزة.
وواصل حديثه عن المأكولات الحجازية القديمة بوصفه للمعصوب الحجازي بأنه أكلة شعبية يختلف تحضيرها عن المعصوب المكينة حيث يحضر بالدق ، مضيفاً الهريس ويعد المعصوب أكلة دسمة يقدم وقت الإفطار.
ومن جانب الزوار للملتقى ، قال الزائر عبدالله محمد من الرياض: مررت بالصدفة من الموقع وشاهدت الزحام الشديد فتوقفت وتجولت بالداخل ، وأعجبني السوق الحجازي حيث أنه نقل لنا السوق القديم الذي كان متواجداً بالتراث الحجازي والمأكولات التي تباع هنا.
وزاد:"المهرجان رائع بكل ماتعنيه الكلمة ومادليل ذلك إلا الحضور الكثيف الذين جاءوا من المناطق كافة ليروا الملتقى ، وما يميزه الجمع بين الريف والتراث.
وقالت الزائرة أم محمد: قد قرأت عن المهرجان بالمواقع ففضلت زيارته وعندما زرته أبهرني.
وأضافت: مانشاهده اليوم هو فعلاً تظاهرة تراثية ودعم للأسر المنتجة والحرفيين وفرصة لتسويق منتجاتهم في هذه الإجازة خاصة أن بعض الأسر تعيش على هذه المهنة منبعي وشراء لما ينتجونه.
مما يذكر أن هذه الفعاليات تأتي ضمن برنامج ملتقى الحرفيين الثاني المُقام في منتجع نزل الريف الذي يعد من المواقع السياحية بعنيزة ، ويقام على هامشه عددٌ من الدورات والفعاليات.