شهد العام 2014 م كارثة سياسية فعلية على صعيد الاتحاد الأوروبي يتوقع أن تلقي بضلالها لعدة سنوات على البنية الهيكلية للتكتل التي يضم 28 دولة وتمثلت في اكتساح القوى اليمينية والمشككين في الأطروحات الأوروبية للانتخابات التي جرت على الصعيد الاتحادي في مايو الماضي . وتقدم المشككون في عملية الاندماج الأوروبية من القوى اليمنية المتطرفة ومن أقصى اليسار على حد سواء إلى درجة تمكن اليمين المتطرف أعقاب انتخابات 25 مايو الماضي من تشكيل مجموعة سياسية تدعو صراحة داخل البرلمان الأوروبي إلى حل الاتحاد . وفيما لا تزال الفعاليات السياسية الأوروبية المحافظة والاشتراكية تعمل على تجاوز تداعيات انتخابات الربيع الماضي فان المشككين في الطرح الاندماجي الموحد في أوروبا يصعدون من مطالبهم بالتخلي عن اليورو ونقل الصلاحيات السيادية من بروكسل إلى الدول الأعضاء . وباتت القوى اليمينية المتطرفة الأولى في فرنسا وفي الدنمرك منذ تلك الانتخابات . أما في بريطانيا فإن المشككين في أوروبا يصعدون من مطالبتهم برحيل لندن عن منظومة بروكسل وهي مطالبة تتصاعد في طبيعتها وفي أهميتها داخل المملكة المتحدة . كما ركزت الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا نشاطها خلال عام 2014 على التصدي لظاهرة الهجرة وملاحقة المهاجرين ودعت إلى تشديد تدابير الدخول إلى فضاء شنغن الأمني بشكل صارم وتقنين حركة التنقل داخل الاتحاد الأوروبي نفسه لليد العاملة وخاصة من الدول الشرقية . في عام 2014م مثلت الهجرة مسالة أثارت انقسامات حدة داخل الاتحاد الأوروبي وأكثر من أي وقت مضى. وحثت جماعات حقوق الإنسان الأوروبيين لاتخاذ المزيد من اللاجئين في من المناطق التي مزقتها الحرب الأهلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولكن غالبية الدول الأوروبية ترفض اقتسام أعباء الهجرة وأعداد اللاجئين . ومع نهاية هذا العام يعتبر العديد من المحللين إن الاتحاد الأوروبي كمشروع مؤسس لكيان أوروبي مندمج بات بعيدًا كل البعد عن اهتمامات المواطنين الذين تأثرت معيشتهم اليومية بفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية والتي أخفقت المؤسسات الأوروبية وحكومات الدول الأعضاء في بلورة حل مستدام وصلب لها . // يتبع // 15:31 ت م تغريد