نعاني في الوسط الرياضي السعودي وجود مجموعة كبيرة من النماذج غير الجيدة للكُتّاب الرياضيين، الذين يساهمون دوما من خلال ما تخطه أقلامهم في جعل الوسط الرياضي مليئا بالألغام، التي ما إن يقترب منها أحد حتى تنفجر لتثير عواصف من الدماء والجرحى من حولها. أحد هذه النماذج كتب مقالا تحدّث في جزء منه عن قضية (الكابتنية) التي عادت بعد أن عاد (نور) إلى المنتخب أخيرا. يقول الكاتب في مقاله المنشور الأربعاء الماضي: “عودة نور للمنتخب استغلها كما هو متوقع بعض الوسائل الإعلامية الصفراء لتجديد الإثارة حول الكابتنية ومَنْ الأحق بها ويجعلون منها مسألة حياة أو موت، الكابتنية هي تكليف ولها شروطها التي قد تتوافر في لاعب دون آخر.. مثلا منها المستوى الثقافي والإلمام باللغة الأجنبية للتواصل مع الحكام الأجانب.. وشروط أخرى (شكلية) لأن الكابتن سفير لبلده في الملعب فلا بد أن يكون لائقا من جميع الجوانب”. أعلم أن المثالية أحيانا قد تكون قاتلة، وأن الكاتب بحاجة إلى طرح أفكاره التي يؤمن بها بكل أريحية، ولكن ليس بهذه الصورة السيئة التي قتلت الروح الرياضية على معبد الكتابة الحرة. ما طرحه الكاتب هو حديث يمكن أن نسمعه في المقاهي، والجلسات الشعبية ما بين الأصدقاء، وفي مدرجات الجماهير، ولكن ليس في الإعلام؛ لأن الإنسان ليس بشكله ومظهره الخارجي، ولكن بعمله وما يقدمه من مجهود. ياسر ونور هما عينان في رأس الكرة السعودية، ويتواجدان حاليا في مهمة وطنية تحتاج منا جميعا إلى أن نتكاتف، وأن نجمع ولا نُفرق؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الخلافات وإثارة المشاكل، فتأهل الأخضر للمونديال أصبح على المحك. وبحسب ذاكرتي فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ذلك الكاتب بلسان يقطر عنصرية؛ فقد سبق ووجه سهام العنصرية البغيضة لجماهير نادي الاتحاد دون مراعاة لأخلاقيات المهنة ورسالتها العالمية. يفترض على كل من يمسك قلما أن يعمل على إصلاح الناس، وتوجيههم وتوعيتهم، أو أن يقدم لهم ما ينفعهم من رأي وفكر، لا أن يكتب كمشجع متعصب لناديه، فيفقد بهذه الطريقة مصداقيته واحترامه أمام الرأي العام. أخيرا.. أنا لست مثاليا، ولا أكتب لأعلّم الناس المثالية، فالكتابة هي حديث مع الذات وحديث مع الناس، فيجب أن تحترم الخط الرفيع ما بين الاثنين، وأن تكون فعلا جديرا بحمل هذا القلم.