كما وعدتكم الأسبوع الماضي أني سأخصص حلقات في هذه الزاوية الصغيرة لمناقشة أسباب فشل المشاريع الصغيرة. هذا الأسبوع سأتكلم عن استعداد رواد ورائدات الأعمال تبني بعض العادات لتتلاءم مع متطلبات مرحلة تأسيس مشروع تجاري، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». من هذا المنطلق يكون التغيير الأولي المطلوب عند تأسيس عمل تجاري لأول مرة هو تغيير طريقة التفكير. صحيح أن موضوع تغيير طريقة التفكير موضوع ضخم ويحتاج إلى أيام لشرحه وشرح تطبيقاته إلا أنه بالنسبة لرواد ورائدات الأعمال يبدأ من جعل الآلة الحاسبة هي الفيصل عند التفكير وقبل اتخاذ أي قرار يخص المنشأة. وهي محور الارتكاز الذي يضبط عملية اتخاذ القرارات ويدعم فكرة الإدارة بالأرقام. إن التعود على جعل الآلة الحاسبة هي سيدة الموقف سيخضع العقل لتدريبات مستمرة تبعد العاطفة تدريجيا عند اتخاذ القرارات اليومية والاستراتيجية وتركز على السبب الذي من أجله تأسست المنشأة وهي الربح، كما ستبعد المنشغلين بالأعمال التجارية عن التهور والاندفاع وأيضا من الناحية الأخرى تضبط المتردد منهم وتدفعه للدخول في مشاريع أثبتت الآلة الحاسبة أنها مشاريع ناجحة. وحتى تنجح عملية التفكير باستخدام الآلة الحاسبة، لابد من تعلم أساسيات المحاسبة والمالية مع إضافة القليل من المنطق العقلاني. هذا الخليط عند مزجه باستخدام الآلة الحاسبة، سيجعل اتخاذ القرارات بأنواعها ذا فائدة محددة ويمكن قياس مردودها على المدى القريب والبعيد. إنك كلما زاد حبك للآلة الحاسبة، زاد عطاؤها لك دون من ولا حسد. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية