بامتعاض وأسى، يُسر لي صديقي ما يعتقده سرا عندما يخفض صوته فيقول إن ابنه الذي يكاد ينهي صفه الأول الثانوي لا يحفظ من الكلمات الإنجليزية سوى خمس كلمات لا سادس لها على الإطلاق GOOD MORNING STUDENT DOOR DONKEY والكلمة الأخيرة حفظها ليس حبا في الإنجليزية ولكنه يخشى أن يقف معقود اللسان فيما لو اندلع تلاسن بينه وبين أحد الأجانب! ويضيف صاحبي أن ابنه لا يزال يخطئ في تهجي حروف اسمه باللغة الإنجليزية حتى الآن! وأكثر من ذلك فهو يجد صعوبة بالغة في التفرقة بين الحرفين Y و U وأنه كثيرا ما يصبح الأول هو الثاني والثاني بقدرة قادر يتحول إلى الأول! ولأن صديقي كان يحتاج إلى المواساة الصادقة في تلك اللحظات، وهو يبث شكواه من ابنه الذي لا يعرف كيف نجح في اختبارات اللغة الإنجليزية السابقة، ولا يفهم كيف وصل إلى الصف الأول ثانوي وهو لا يفرق بين استخدام who و what, فقد كان لزاما أن أقدم له واجب العزاء وأن أذكره أن ابنه و 70 % من طلاب المدارس الحكومية يتشاركون المشكلة ذاتها، ويحفظون تقريبا الكلمات الخمس السابقة ذاتها، مع زيادة ونقصان بحسب كمية الأفلام الأمريكية التي يتابعها الطالب، وليس لأمر آخر! بينما يقف باقي الطلاب حائرين أمام استخدام «الضمائر» وكأنهم أمام كلمات متقاطعة أو معادلات مستحيلة الحل! وفي ختام اللقاء أسديت له نصيحة بأن يتدارك الوضع قبل أن يسوء أكثر، وذلك بدفعه إلى أحد المعاهد الخاصة المعروفة بجودة منهجها وطرق تدريسها للغة الإنجليزية، لأن الطريقة التي تُستخدم لتدريس طلاب المدارس الحكومية لا يُعول عليها أكثر من الكلمات الخمس السابقة! الآن فهمت حقا كيف تصبح الوظائف المرموقة في شركاتنا الكبرى محجوزة سلفا لغير السعوديين، حيث إن شرطا أساسيا لمثل تلك الوظائف ينص على «إجادة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة» وعندها سيخرج الكثير من المتقدمين السعوديين لتلك الوظائف بصكوك البراءة من التهم المنسوبة إليهم، حيث لا كتابة ولا تحدث ولا حتى مشاهدة!