يتسلط الكثير من الضوء على سيارات الرؤساء، خاصة بعد الكشف عن السيارة الجديدة التي طورتها كاديلاك خصيصا لاستخدامات الرئيس الأمريكي باراك أوباما. واستأثرت هذه الشركة بالتاريخ الحديث لسيارات الرئاسة بالبيت الأبيض. ولكن لا يجب إغفال السيارات التي صنعتها لينكون وبدأت منذ 1939 عندما قدمت أول سيارة رئاسية تم تطويرها خصيصا لاستخدامات الرئيس الأمريكي وأطلق عليها لقب «الشمس المشرقة» واستخدمها الرئيس روزفلت، وظلت في الخدمة حتى 1950. ثم قدمت لينكون سيارة جديدة ولقبت ب «السقف الفقاعي» واستخدمها الرؤساء دوايت آيزنهاور وجون كيندي وليندن جونسون. وأحيلت للتقاعد في 1965. انطلقت كاديلاك منذ بداية القرن ال20 في صناعة سيارات ليموزين ومركبات خاصة للرؤساء والدبلوماسيين والسفراء والمبعوثين الخارجيين الأمريكيين، وذلك في تراث عريق تحرص الشركة على الحفاظ عليه حتى اليوم. وخلال هذا العقد، أنتجت سيارتين رئاسيتين لا تزالان في الخدمة. وهما «ديفيل» وحصل عليها جورج بوش الابن في 2001 خلال تنصيبه رئيسا للمرة الأولى، و «دي تي إس» في 2004 للفترة الرئاسية الثانية لبوش الابن أيضا. وكان ذلك بمثابة الاستخدام الأول للتصميم الجديد الذي أطلق في أواخر ذلك العام لتطبيقه في إنتاج سيارة كبيرة الحجم.. وهي سيارة باراك أوباما الرئيس ال 44 لأمريكا منذ تأسيسها. وتبدو هذه المركبة في ظاهرها سيارة عادية، ولكن حقيقة الأمر تدل على أن هيكلها السفلي وتجهيزاتها الميكانيكية هي لشاحنة من فئة الحمولات المتوسطة، حيث لا يمكن لهياكل سيارات الركاب التقليدية حمل الأوزان الكبيرة لتجهيزات تسليح الجسم والزجاج لمقاومة ضربات القذائف والصواريخ المحمولة. وبدأت كاديلاك في القيام بهذا الدور الحيوي خلال الحرب العالمية الأولى، عندما استخدمت العديد من محركات وسيارات كاديلاك في المجال العسكري والحكومي بفضل متانتها وقوتها العالية. وعندما تولى أوباما مهامه الرئاسية، كان تدشين هذا النوع المتطور من السيارات الرئاسية المحصنة من الأعمال المبكرة التي مارسها في اليوم الأول. والسيارة مجهزة بأحدث وسائل الحماية إضافة إلى أجهزة إلكترونية متطورة. وفي مقدمة السيارة وعلى بابها الأيسر كاميرتان للمراقبة الدقيقة «خاصة أثناء الليل» تستطيعان أن تراقبا ما يجري حول السيارة وإلى نقاط بعيدة أمامها. وزجاج نوافذ السيارة وجسمها مصفح ضد الرصاص والتفجيرات، وفي أسفل السيارة وعلى طول جسمها توجد قطعة حديدية سميكة لحمايتها من العبوات الناسفة والألغام. ومكان جلوس الرئيس الذي يتسع لثلاثة آخرين معه، مزود بحاسب آلي وجهاز هاتف متصل بشكل دائم مع مكتب نائب الرئيس والبنتاجون. وهناك مجموعة أجهزة إلكترونية مهمة، منها مفتاح يسيطر عليه الرئيس بشكل تلقائي، بحيث إذا ما ضغط عليه فإن مكان جلوسه ينفصل عن بقية الأماكن الثلاثة الأخرى. وبين مكان جلوس الرئيس ومكان سائقه جدار حديدي ينزل بسرعة في حالات الطوارئ، وهو يشبه تماما مواصفات باب طائرة البوينج 757. والسيارة مجهزة بنظام لدفع الأوكسجين لمكان جلوس الرئيس في الحالات الطارئة إذا ما حوصرت السيارة. وهي مجهزة بمنظومة لدفع الغازات السامة والأبخرة خارج السيارة. كما أن الكابينة الداخلية معزولة تماما عن الخارج لحماية الرئيس في حال وقوع أي هجوم كيميائي. أما في حال تعرض السيارة لهجوم بأي نوع من الأسلحة، فإن الكابينة تقفل تلقائيا ولا يستطيع أحد فتحها على الإطلاق .