أستغرب من اعتقاد البعض بوجود كنز علي بابا في صندوق النادي - رئيس أدبي جدة: صرفنا منها 200 ألف ريال فقط.. والإعانة فكَّت أزمة الأندية التي ليس لها مقرات رئيس أدبي المدينةالمنورة: أوقفنا صرفها لحين انتخاب مجلس جديد
شقران الرشيدي- سبق- الرياض: تكريماً للثقافة والمثقفين جاء الأمر الملكي الكريم بمنح إعانة مالية قدرها عشرة ملايين ريال لكل نادٍ أدبي في المملكة؛ لمساعدتها في تحقيق طموحاتها وتطلعات المنتمين لها، والآن بعد مضي أكثر من 3 أشهر على استلام هذه المنحة، نتساءل كيف صرفتها الأندية الأدبية؟. بداية, يقول الأديب حسين علي حسين، المسؤول المالي وعضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ل"سبق": لم نصرف منها ريالاً واحداً، بل خُصصت كلها لبناء المقر الجديد للنادي. مضيفاً أن الغريب في انتخابات هذه السنة تسابق الجميع بطريقة غريبة وبشكل غير مسبوق للمشاركة فيها، فالنادي الأدبي عدد جمهوره عادة في اللقاءات والمناسبات الثقافية من 20 إلى 30 شخصاً، إلا أن توجه الجميع نحو الانتماء له، والترشح لإدارة انتخاباته المقبلة وكأنهم يديرون انتخابات دولة، شيء عجيب، فلم يتبقَّ -بحسب الأديب حسين- إلا شراء أصوات وممارسة أمور غريبة لم ينزل الله بها من سلطان، لكنها في النهاية تظل انتخابات لنادٍ أدبي، ولا يستطيع أحد أن يأخذ من ميزانيته شيئاً، فالعملية ليست مغرية لهذا الحد. ويقول حسين: "أنا أتألم من الضجيج الزائد حول الانتخابات من شخصيات تأتي متعطرة "ببشوتها" معتقدة بوجود كنز علي بابا في صندوق النادي". وفي ذات السياق يرى الدكتور عبدالمحسن القحطاني، رئيس النادي الأدبي بجدة، أن هناك عوامل مجتمعة أدت لمثل هذا الحراك والتفاعل حول الأندية الأدبية. ويقول ل"سبق": إعانة العشرة ملايين فكَّت أزمة الأندية التي ليس لها مقرات، ومنها أدبي جدة، وهي تعد هبة من الملك، وعندما تكون هبة فلا تسأل أين تصرف؟ لأن الإعانة السنوية السابقة المقدرة بمليون ريال لم تكن تكفي لتغطية مصاريف النادي العديدة. مضيفاً أن نظام الانتخابات التي ستجرى قريباً لأول مرة، هو في حد ذاته مشجع، إلا أن الغريب عدم إقبال أسماء لامعة لها فعل ثقافي بارز كانت تدعو للانتخابات، وعندما جاءت الانتخابات توارت عن الأنظار. ويقول القحطاني: "هذه مشكلة، وهي مسؤولية وطنية، على الجميع المشاركة بها، فنحن الآن نرى باستغراب بعض الأسماء تقدمت للمشاركة في الانتخابات وليس لها علاقة بالفعل الأدبي، لكن انطبقت عليها شروط الترشح". وحول خطط أدبي جدة للاستفادة من إعانة العشرة ملايين أشار القحطاني إلى أنها لم تُصرف حتى الآن، ومجموع ما صرف منها في حدود 100 ألف إلى 200 ألف ريال لتغطية المصاريف الطارئة. أما رئيس النادي الأدبي بالمدينةالمنورة الدكتور عبدالله العسيلان فيؤكد من جانبه أن إعانة العشرة ملايين جاءت بناء على مطالبات قديمة للأندية؛ من أجل دعم ميزانياتها السابقة الضعيفة التي لم تواكب تطلعاتها الثقافية وأنشطتها، وقال ل"سبق": نحن في أدبي المدينة سنخصص جزءاً منها لبناء مقر، والجزء الآخر للإنفاق على إقامة المحاضرات والأمسيات وطباعة الكتب والدوريات، حيث سنتوسع في هذا الجانب مستقبلاً، وحالياً تم الاتفاق على أن نتوقف عن الصرف انتظاراً للانتخابات المقبلة، لنعرف التشكيل الجديد لمجلس الإدارة ثم إسناد أمرها له". مضيفاً: إن أحسنت الأندية استثمار هذه الإعانة ستتواصل مع مختلف فئات المجتمع.