شن سكان جدة هجوماً كاسحاً على الأرصاد وحماية البيئة بعد تأخرها في التحذير من العاصفة الرملية ولم تنبه عن وصولها إلا بعد وصولها بربع ساعة. وعبر السكان عن استيائهم لتأخر وصول تنبيه رئاسة الأرصاد وحماية البيئة بشأن العاصفة الرملية الهائلة التي تعد الأعنف منذ سنوات، مشيرين إلى أنهم لم يجدوا الفرصة الكافية لاتخاذ الحيطة والحذر، لافتين إلى أن هذه التقلبات الجوية تسببت في إلغاء العديد من التزاماتهم وخططهم المهمة.
ما حدث اليوم أعاد للأذهان كارثة جدة عام 2009م، والتي لم تحذر الأرصاد حينها من قوة المطر وتسبب ذلك في وفاة 114 مواطناً ومقيماً. ووفقاً لحساب الأرصاد وحماية البيئة على "تويتر"، الذي يتابعه أكثر من 114 ألف متابع، لم يصدر التنبيه بشأن موجة الغبار إلا في الساعة 6:27 مساءً، وذلك بعد دخول العاصفة بربع ساعة.
في التوقعات اليومية والتي تصدرها الرئاسة كل صباح قالت الأرصاد عبر موقعها الرسمي، إن حالة الطقس المتوقعة لليوم سيكون سماء غائمة جزئياً إلى غائمة على جنوب غرب وغرب المملكة، تمتد شمالاً حتى مناطق حائلوالحدود الشمالية، مع فرصة لهطول أمطار رعدية على مناطق عسير وجازان والباحة، تمتد حتى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة والأجزاء الجنوبية لمنطقة المدينةالمنورة. كما تنشط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق الحدود الشمالية والجوف كذلك على الأجزاء الغربية لمنطقة الرياض.
وعلى الرغم من أن سكان المدن المتضررة من الغبار، والذين يقدر عددهم بثمانية ملايين نسمة ممن لا يزالون يعانون من هبوب الرياح الشديدة، كانوا يتوقعون إصدار تحذير يسبق هذه الموجة بفترة مناسبة؛ إلا أن رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي، بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور منصور المزروعي، قال إن هذه العاصفة الترابية ظاهرة محلية محدودة المساحة في مقاييس الأرصاد الجوية، ويصعب التنبوء بها، ولكن يمكن تتبع حركتها في بعض الأحيان من خلال الصور المحدثة للأقمار الصناعية.
وواصل: تشهد منطقة مكةالمكرمة في هذه الفترة حالات من عدم الاستقرار تتمثل بتكون سحب رعدية ممطرة، وأدى ذلك لهبوب رياح شرقية نشطة من تلك السحب تحركت للغرب باتجاه محافظة جدة أدت إلى انعدام الرؤية الأفقية تماماً خاصة على أجزاء المحافظة الشرقية والمفتوحة منها، ويتوقع بإذن الله أن يترسب الغبار هذه الليلة وأن يكون هناك تحسين تدريجي في مدى الرؤية الأفقية حتى الصباح.