على الرغم من قلق جدة الذي انتابها عند هطول المطر خلال اليومين الماضيين، إلا أن متابعة السكان لتوقعات خبراء الطقس، لم تمنعهم من العودة بالذاكرة إلى بطل سيول 2009م، الباكستاني "فرمان خان"، والذي أنقذ 14 محتجزاً من السيل الهادر، قبل أن يغرق متأثراً بارتفاع منسوب السيل. "فرمان" كان حديث المغردين على "تويتر"، خلال اليومين الماضيين، والذين استذكروا قصته الشهيرة، خلال كارثة جدة الأولى، عندما أغلق بقالة الشفاء التي يعمل بها في وسط حي الحرازات، وانتقل للعمل منقذاً في وسط السيل الهادر، ونجح حينها في إنقاذ عددٍ من العمالة أولاً، ثم واصل دوره البطولي بإنقاذ محاصرين في إحدى السيارات، بعد أن ربطها بالحبل إلى أحد الجدران الخرسانية، وأخرج من فيها.
وقبل أن يذهب للاستراحة من جراء تعب الساعات المتواصلة، استفزه استغاثة أحد المحاصرين، وأصر على إخراجه ولكن السيل الذي بلغ ارتفاعاً تاريخياً غير مسبوق حمل البطل فرمان إلى الدار الآخرة ومعه دعوات الآلاف بالرحمة وحسنات الأنفس الأربع عشرة التي أنقذها من السيل وأعادها للحياة مرة أخرى.
وبعد استشهاده، تم تكريمه من جهات مختلفة، حيث تم منحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة كما استضاف برنامج خادم الحرمين الشريفين أسرته لتأدية فريضة الحج، وخصصت جامعة الملك سعود منحة دراسية لشقيقه، فيما سمت أمانة جدة أحد شوارع المحافظة باسمه.
فرمان الذي ترك وراءه ثلاث بنات - زبيدة ومديحة وجليلة- ما زال يمثل نموذجاً للبطل التاريخي، والذي سيظل راسخاً في ذاكرة جدة، كلما لاح برق في سمائها.