كشفت دراسة علمية أجراها كل من الدكتور عصام حسن كوثر والدكتور خالد منصور الشعيبي والدكتور ياسر عبد الحميد الخطيب من جامعة الملك عبد العزيز لصالح مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن 80 % من الحوادث المرورية التي تخلف مصابين في السعودية تقع داخل المدن، في حين 18 % فقط تقع خارج المدن، أو على الخطوط السريعة، وهو ما يعني - وفق الدراسة - تدني الالتزام بأنظمة المرور والسرعة وقطع الإشارات المرورية. وبيّنت الدراسة أن أخطر ساعات اليوم بالنسبة لقائدي المركبات بين الساعة 12 ظهراً والسادسة مساء، وذلك على اعتبار أن 36 % من الحوادث المرورية القاتلة تقع خلالها، ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع وتيرة حركة السير خلال هذه الفترة، خاصة أنها تصادف عودة الموظفين من أعمالهم إلى المنازل.
وأفادت الدراسة بأن غالبية الحوادث المرورية التي أدت إلى الوفيات وقعت خارج المدينة، أي على الخط السريع؛ إذ بلغت نسبتها تقريباً 62 %. ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل، منها السرعة، وضيق الطريق، والتجاوز الخاطئ، وعدم صلاحية الإطارات، وإرهاق السائق، وعدم إضاءة الطريق.
وأبانت أن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية البسيطة (43.5 %) كانت خلال الفترة "6 صباحاً إلى ما قبل 12 ظهراً"، وتميل النسبة للانخفاض في الفترات الزمنية التالية حتى تصل أدناها خلال الفترة "12 ليلاً إلى ما قبل 6 صباحاً". فيما اكتشفت الدراسة أن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية لعينة المصابين بنسبة (36.6 %) كانت خلال الفترة "12 ظهراً إلى ما قبل 6 مساءً"، وتليها الفترة من 6 مساءً إلى ما قبل12 ليلاً بنسبة قدرها 27.3 %.
وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو 97 % من الذين تعرضوا لحوادث تطلبت إصاباتهم نقلهم إلى المستشفى. ووفق الدراسة، فإن ذلك يتطلب إجراء العديد من الفحوصات والمعالجات التي تكون لها تكاليف مالية باهظة يتكبدها المصاب أو أفراد أسرته أو الدولة، فيما وجد أن 3 % فقط لم يتم نقلهم إلى المستشفى.
ودعت الدراسة إلى أهمية وضع استمارة بيانات أمنية مرورية، وتوحيدها في جميع مناطق السعودية حتى يسهل جمع البيانات المطلوبة وعمل الدراسات المرورية ذات العلاقة، وإجراء دراسات مرورية بشكل مستمر في مختلف المجالات الهندسية والتعليمية والتنفيذية، واقتراح الحلول المناسبة لها، إضافة إلى تعزيز التعاون بين خبراء هندسة النقل أو هندسة المرور الموجودين في العديد من الجامعات السعودية وإدارات المرور المختلفة لإجراء الدراسات العلمية التي تهدف إلى تقليص نسبة الحوادث المرورية.