كشفت دراسة علمية حديثة عن أن 80 في المائة من الحوادث المرورية التي تخلف مصابين في المملكة تقع داخل المدن، في حين 18 في المائة فقط تقع خارج المدن، أو على الخطوط السريعة، وهو ما يعني -وفقًا للدراسة- تدني الالتزام بأنظمة المرور والسرعة وقطع الإشارات المرورية. وبينت الدراسة أن أخطر ساعات اليوم بالنسبة لقائدي المركبات بين الساعة 12 ظهرًا، والسادسة مساء، وذلك على اعتبار أن 36 في المائة من الحوادث المرورية القاتلة تقع خلالها، ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع وتيرة حركة السير خلال هذه الفترة، خاصةً أنها تصادف عودة الموظفين من أعمالهم إلى المنازل. وأوصت الدراسة التي أجراها كل من الدكتور عصام حسن كوثر، والدكتور خالد منصور الشعيبي، والدكتور ياسر عبدالحميد الخطيب من جامعة الملك عبدالعزيز لصالح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بضرورة إنشاء مراكز ومعاهد لأبحاث النقل والمرور في الجامعات السعودية تقوم بعمل الأبحاث والدراسات العملية في مجال النقل، وذلك لمواجهة الحوادث المرورية التي تتسبب في وفاة وإصابة آلاف الأشخاص سنويًّا. استمارة بيانات مرورية ودعت الدراسة، إلى أهمية وضع استمارة بيانات أمنية مرورية، وتوحيدها في جميع مناطق المملكة، حتى يسهل جمع البيانات المطلوبة، وعمل الدراسات المرورية ذات العلاقة، وإجراء دراسات مرورية بشكل مستمر في مختلف المجالات الهندسية والتعليمية والتنفيذية، واقتراح الحلول المناسبة لها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين خبراء هندسة النقل، أو هندسة المرور الموجودين في العديد من الجامعات السعودية وإدارات المرور المختلفة في إجراء الدراسات العلمية التي تهدف إلى تقليص نسبة الحوادث المرورية. معاناة المصابين وأشارت الدراسة إلى أن المصابين بسبب الحوادث المرورية يعانون بدرجة كبيرة من مشكلات كثيرة، يأتي في مقدمتها معاناة استعادة المصاب للذكريات الأليمة للحادثة، والمعاناة من الاكتئاب والقلق، وعدم قدرة المصاب على التكيف مع المجتمع، مبينة أن هذه الأمور توضح بجلاء فداحة آثار الحوادث المرورية، وضرورة تلافيها، أو تقليصها على أقل تقدير، وتتسبب الحوادث سنويًّا في إصابات عشرات الآلاف، بينما تسجل إعاقات متعددة تصل إلى حوالي 30 في المائة من عدد المصابين. وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو 97 في المائة من الذين تعرضوا للحوادث تطلبت إصابتهم نقلهم إلى المستشفى، ووفق الدراسة فإن ذلك يتطلب إجراء العديد من الفحوصات والمعالجات التي تكون لها تكاليف مالية باهظة يتكبدها المصاب أو أفراد أسرته أو الدولة، فيما وجد أن 3 في المائة فقط لم يتم نقلهم إلى المستشفى. أوقات الذروة وأبانت الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية البسيطة أن 43.5 في المائة كانت خلال الفترة من ال6 صباحًا إلى ما قبل ال12 ظهرًا، وتميل النسبة للانخفاض في الفترات الزمنية التالية حتى تصل أدناها خلال الفترة من ال12 ليلا إلى ما قبل ال6 صباحًا، فيما اكتشفت الدراسة أن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية لعيّنة المصابين بنسبة 36.6 في المائة كانت خلال الفترة من ال12 ظهرًا إلى ما قبل ال6 مساء، وتليها الفترة من ال6 مساء إلى ما قبل ال12 ليلا بنسبة قدرها 27.3 في المائة. الطرق السريعة وتبين من خلال الدراسة أن غالبية الحوادث المرورية التي أدت إلى الوفيات، وقعت خارج المدينة أي على الخط السريع، إذ بلغت نسبتها تقريبًا 62 في المائة، ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل، منها: السرعة، وضيق الطريق، والتجاوز الخاطئ، وعدم صلاحية الإطارات، وإرهاق السائق، وعدم إضاءة الطريق.