بدا وكأن حالة الصد السعودي، جاءت بنتيجة في أعمال القمة، فالرئيس الإيراني حسن روحاني قرعته القمة، وأدانت بلاده في أكثر من مناسبة، حتى أن وكالة مهر الإيرانية أكدت انسحابه من القمة بسبب إدانة زعماء الأمة الإسلامية لبلاده ولحزب الله. حضور روحاني للقمة، خلق كثيرا من التكهنات عن إمكان وجود تقارب سعودي - إيراني وترعاه تركيا، بيد أن الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر عن استنكار بلاده للتدخلات التي وصفها ب«السافرة»، وعن دعم ميليشيات وبث الطائفية لبسط نفوذ، وسبق أن أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مشكلة الرياض مع طهران تكمن في ممارساتها السياسية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، في إشارة واضحة إلى أن التقارب السعودي الإيراني مشروط بالتزام الأخيرة بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في دول المنطقة. الرئيس الإيراني واجه حرجا كبيرا في القمة، فاحتفاء المضيف خطفه الضيف السعودي الكبير، وتجاهل خادم الحرمين له في مناسبتين (عند الصورة الختامية، وعند دخول القاعة)، جعلت من وجه الرئيس الإصلاحي أحمر، كل تلك الضربات سهلت من أن يقضي البيان الختامي على صبر روحاني على التقريع، فغادر غاضبا ومستهجنا، وهو يتساءل كثيرا: لماذا أغلب الزعماء المجتمعين ضدي؟. فيما ذهب قنصل عام جمهورية تركيابجدة فكرت أزول إلى أن البيان الختامي ل«القمة الإسلامية» جاء متطابقا لرؤية الرياض وأنقرة. وقال أزول ل«عكاظ» إن وجهات النظر السعودية والتركية في قضايا المنطقة متقاربة إلى حد كبير، «العالم الإسلامي يعاني من التدخل في شؤون دوله وهذا ما نص عليه البيان الختامي للقمة». وعن انسحاب روحاني، عبر القنصل التركي في جدة عن أمله في أن تغير طهران سياساتها في التعاطي مع دول المنطقة، مشيرا إلى أن «دول العالم الإسلامي بحاجة إلى المصارحة فيما بينها، وأن التدخل الإيراني في لبنان وسورية واليمن، واضح وضوح الشمس، لذا انسحب الإيرانيون من القمة، كون البيان ندد بتدخلاتهم بجانب حزب الله». وأضاف: «الإيرانيون يتدخلون في شؤون اليمن، حتى أن ميليشيات تعدمها طهران انقلبت على الشرعية، أما في سورية، فالمقاتلون الإيرانيون يشاركون في القتال علانية مع حزب الله التابع لسيطرته»، معتبرا أن زيارة الملك السعودي لتركيا كانت ناجحة في كل المعايير. وأكد أن الاتفاقات المبرمة بين البلدين في الزيارة الأخيرة ستساهم في زيادة التبادل التجاري الذي يراه غير «مرضٍ»، مشيرا إلى أن البلدين يعتبران قوتين اقتصاديتين في المنطقة، وأن المسؤولين الأتراك والسعوديين يعملون على تطوير الجوانب الاقتصادية بين البلدين والاستفادة من الخبرات. وسرعان ما انتشر خبر انسحاب الرئيس الإيراني من القمة الإسلامية احتجاجا على البيان الذي أدان فيه تدخلات بلاده وحزب الله، كما شجب الاعتداء على الممثليتين الديبلوماسيتين السعوديتين في إيران، ويبدو أن حضور الرئيس الإيراني للقمة لم يكن موفقا من حيث المبدأ والحسابات الفنية، كما يرى محللون.