تلقت الصحافة العالمية أخبارا مزعجة خلال الأسبوع الماضي، أعادت إلى أذهان الصحافيين، مشكلة البحث عن مهنة أخرى، فقد أعلنت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، أنها تعتزم التخلي عن 100 موظف، بعد انخفاض عائداتها من الإعلانات 25%، ولكن لم يقف الأمر عند ذلك، حيث أعلنت «روجرس ميديا» الكندية، عن تخليها ل 4% من موظفيها، بعد أن دخلت في أزمة مادية، كما لوحت بتوقف الصدور الورقي للصحيفة التابعة لها، «Guelph Mercury». لتطفو أزمة الصحف على السطح مرة أخرى، ففي السنوات الخمس الماضية سجلت كبرى الصحف العالمية أزمات مالية كانت انعكاسا لانحسار التوزيع وهيمنة الصحافة الإلكترونية. سبق وأن دخلت أعرق الصحف الأميركية تحت مظلة الأزمة المتفاقمة واستجابت للضغط الإلكتروني المتصاعد، عندما قررت صحيفة «واشنطن بوست»، التوقف عن إصدار عددها الأسبوعي الخاص بعدما انخفضت نسبة مبيعاته. العدد الأسبوعي لصحيفة «واشنطن بوست»، أطلق قبل 27 سنة، ويتضمن مقالات تواكب الأحداث الراهنة، وتحقيقات، ومقالات نقد أدبي فضلا عن افتتاحيات، ومنابر رأي، إلى رسوم كاريكاتورية مأخوذة من أعداد الصحيفة اليومية. وفي نفس الأثناء قررت دار النشر الأميركية «كوندي ناست»، إغلاق أربع مجلات تابعة لها هي «كوكي» و «غورمي» و «مودرن برايد» و «ايليغانت برايد»، بسبب الأزمة المادية التي تمر بها نتيجة تنامي الصحافة الإلكترونية. كما قامت «بوست»، بإغلاق مكاتبها المحلية في مختلف المدن، والإبقاء على مكتبها الرئيسي، وعللت ذلك على قدرة المحررين في تغطية الأحداث من واشنطن. وأعلنت إدارة الصحيفة التي تعاني من ضائقة مالية أنها ستقفل ما تبقى من مكاتب محلية لها في مختلف الولايات الأميركية. وأوضحت أيضا، أن المراسلين الستة الذين يعملون في نيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو سيعرض عليهم الانتقال إلى واشنطن في حين سيتم تسريح ثلاثة مساعدين إخباريين. أما صحيفة «نيويورك تايمز» فقد أجرت خطة استقالات مماثلة. وتراجع المحررون من 1330 إلى 1250 شخصا. وخفضت الصحيفة أيضا رواتب معظم موظفيها بنسبة 5% لمعظم فترات السنة. ودخلت الصحف الأسترالية على خط الأزمة الورقية ، عبر اعتزامها تسريح 1900 من العاملين لديها، في «مجزرة وظائف» تضاف إلى الضائقة المتصاعدة في المجموعات الصحفية الأميركية والأوروبية. وأعلنت «فير فاكس ميديا ليمتد» ثاني أكبر مجموعة صحفية في أستراليا خفض حجم صحفها الكبرى وإغلاق صحف مطبوعة لخفض النفقات، في وقت تعتزم فرض رسوم على استخدام خدماتها الرئيسية على الإنترنت بداية من العام المقبل 2013. وستغير صحيفتا «ذا أيدج» في ملبورن و«سيدني مورنينغ هيرالد» من الحجم العادي إلى الحجم النصفي، في محاولة يائسة لتقليص تكاليف الطباعة.