من التقاليد السائدة وغير المحبذة في العيد؛ الزعل والشجار والخصومة بين الزوجين ورغم تكرارها كل عيد فلا يبدو أن الأزواج يقومون بأي تعديل في أنماطهم التي تؤدي للشجار والزعل كل عيد وتحيل فرحه إلى نكد، وأسباب شجار الازواج في العيد تتلخص بالآتي: إرادة الإنفاق ببذخ يتجاوز ميزانية العائلة، ويضطر المعيل للاستدانة، سواء بالملابس أو ما يقدم من ضيافات وهدايا وعيديات، هذا غير التحسر على عدم القدرة على قضاء العيد خارج البيت سواء بالسفر خارج البلد أو بقضائه في شاليهات البحر، وأيضا الذهاب للمطاعم الفاخرة. إرادة النساء حضور مناسبات والقيام بزيارات ينحصر دور الرجل فيها بالتوصيل حتى يقضي يومه بالتوصيل والانتظار بالسيارة، فيمن على نسائه بتوصيلهن ويتبرم ويرفض ويخاصم وعندما يرضخ لرغبتهن يكون بزعل وغل، مع العلم أن الذنب ليس ذنبهن فلو كان يمكنهن قيادة السيارة لما تحملن إذلال ومنية الذكور. إرادة كل من الزوجين القيام بزيارات لأقاربه قبل أقارب الآخر. إجبار أحد الزوجين لزوجه على حضور مناسبات ليس لديه الرغبة بحضورها، ومن ذلك الاجتماع بمن بينه وبينهم خصومة أو عدم استلطاف. الاختلاف في طباع الزوجين، فالناس لهم طبيعتان أساسيتان؛ الطبيعة الانطوائية وصاحبها يكره المناسبات الاجتماعية والخروج خارج المنزل، والطبيعة الانبساطية التي تعشق المناسبات الاجتماعية والخروج خارج المنزل، فتكون رغبة أحد الزوجين هي قضاء العيد مع الاسرة النووية فقط بدون تبديدها بالزيارات والاستقبالات، والآخر عكسه. الأنانية من الزوجين وعدم إتقانهما فن التفاوض وتقديم تنازلات عادلة من الطرفين توفق بين رغباتهما. أخذ الخدم والسائقين إجازة مما يجبر أهل البيت على القيام بمهام لم يتعودوا القيام بها وتكاسلهم عنها. اضطرار أحد الزوجين للعمل في أيام العيد وغالبا نظير دخل إضافي يعتبر أن العائلة تحتاجه، وإن كان يثير زعل الطرف الآخر فيجب عليهما مناقشة هذا الأمر وترجيح كفة ما يتوافق الزوجان على أنه الأهم. والعلاج لمعضلة زعل العيد بسيط ويكمن في أن يتناقش الزوجان مسبقا حول رغبات كل منهما في العيد ويحاولان التوصل لحلول وسط ترضي الطرفين وليس فيها تجاهل رغبات الطرف الآخر ولا إجبار له على ما يكرهه، وفي النهاية يجب استحضار المعنى الجوهري للعيد، وهذا المعنى الجوهري يكمن في حال الفرح والسرور العاطفي وليس في الماديات، والأبناء عندما يكبرون وكلا الزوجين عندما يشيخان وكل العائلة عندما ترحل عن الدنيا وتلتحق بالحياة الابدية لن يأخذوا معهم الماديات إنما سيأخذون معهم ذكرى الحال العاطفي الجميل للعيد..