الديب: إيرادات الميزانية السعودية تعكس قوة الاقتصاد وكفاءة الإنفاق    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله-    جثمان الأمير بدر بن عبدالمحسن يوارى الثرى    محافظ الطائف يرأس أجتماع المجلس المحلي    قروض صديقة للبيئة من بنك التنمية الاجتماعية    13 مليون عامل و1.2 مليون منشأة بالمملكة    اصطدام سيارة بإحدى بوابات البيت الأبيض ومقتل سائقها    قربان: قطاع الحياة الفطرية يوفر فرصًا استثمارية ضخمة في السياحة البيئية    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار على منطقة الرياض    المملكة تستضيف اجتماعيّ المجلس التنفيذي والمؤتمر العام ل"الألكسو"    كلوب: مدرب ليفربول المقبل لن يواجه صعوبات    منتدى المشاريع العالمي في يونيو المقبل بالرياض    التجارة غير النفطية تواصل النمو في أبريل    فرص واعدة لصُناع الأفلام في المملكة    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام هيئة التراث بالمنطقة    ميسي يسجل ثلاثة أرقام قياسية جديدة في الدوري الأمريكي    هل وصلت حرب غزة إلى طريق مسدود؟    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تطلق جولتها القرائية الخامسة    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة في عنيزة    كاسترو يكشف موقف تاليسكا وغريب من مواجهة الهلال    20 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح    ( مسيرة أرفى ) تعلن عن إنطلاق فعاليات شهر التصلب المتعدد    "باحث": لا يوجد أدلة على أن الاستمطار يحدث هطول أمطار شديد    الأمم المتحدة تكشف: آلاف السودانيين يفرون يوميا من جحيم الحرب    "تعليم تبوك" و"أرامكو" يطلقان حملة توعوية للوقاية من الحرائق    المملكة تعين وتروي المحتاجين حول العالم    "ميدياثون الحج والعمرة" يختتم أعماله    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    مسؤولون وفنانون وشعراء ينعون الراحل    البدر «أنسن العاطفة» و«حلّق بالوطن» وحدّث الأغنية    آه يا رمل وهبايب.. تدفن جروح الحبايب.. ورحت يا بدر التمام    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    معالي الفاسد !    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    موسكو: «الأطلسي» يستعد لصراع محتمل    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول توجيه تلقيته من الملك: ضع مكة وأبناءها والحجاج والمعتمرين في مقدمة أولوياتك
نشر في عكاظ يوم 21 - 05 - 2015

تعيش منطقة مكة المكرمة هذ الأيام حالة تأهب كاملة لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي اختار زيارة مكة المكرمة.. والتوجه إلى البيت العتيق والوقوف أمام الكعبة المشرفة.. أداء للعمرة في مقتبل عهده الميمون.. وبعد تلقيه البيعة من عموم الشعب ملكا على هذه البلاد لمواصلة السير بها إلى المستقبل المنشود وسط تطلعات كبيرة لإحداث نقلة نوعية كبيرة في هذه البلاد وعلى جميع الأصعدة..
• وبداية كهذه.. يخص فيها الملك (سلمان) مكة المكرمة.. ويلتقي في رحابها بأبناء المنطقة.. ويتلقى منهم البيعة ويصافح آمالهم وتطلعاتهم.. إنما تؤكد مكانة هذه المنطقة بشكل عام ومكة المكرمة بصورة أكثر تحديدا عنده -يحفظه الله.
ويكفي للدلالة على هذا الاهتمام أن اختار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ليكون مستشارا له وأميرا لهذه المنطقة التي تمثل بوجود الكعبة المشرفة فيها قبلة أكثر من ألفي مليار مسلم موجودين في مختلف أرجاء الدنيا.. يغدون إليها ويجتمعون فيها وترتبط بها أفئدتهم على مدى العام.. معتمرين وحجاجا.. وافدين.. ومقيمين..
• وليس غريبا أن تعيش هذه المنطقة حالة التأهب هذه استعدادا لاستقبال الملك.. فهو ليس غريبا عنها كما أنها ليست غريبة عنه أو بعيدة عن اهتماماته فهو يعرفها حيا حيا.. وعائلة عائلة.. وقيمة روحية وتاريخية عظيمة بحكم تواصله معها.. ومعرفته بكافة تفاصيل ومراحل قيام الدولة السعودية التي بدأت من مكة المكرمة بالإعلان عن تأسيس مؤسساتها فيها انطلاقا من تأليف الهيئة التأسيسية بتاريخ 21/2/1340ه وتكوين النيابة العامة التي كلف بها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- الملك فيصل -يرحمه الله- إدارة شؤون المملكة.. وتبعها تأسيس مجلس الشورى عام (1346ه) ومن ثم توالدت الوزارات بعدها وتعددت..
إلى أن انطلقت منها تسمية المملكة العربية السعودية عام (1351 ه) بعد أن كان اسمها (مملكة الحجاز ونجد) وما تبع كل ذلك من تطور هذه الدولة.. وأخذ هذا الوطن ينمو -بفضل الله تعالى- ثم بفضل حكمة الملوك الذين تعاقبوا على تولي مسؤولية إدارة شؤونه إلى أن آلت الأمور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. الذي يواصل هذه المسيرة بروح الإنسان المؤمن.. وعقلية المثقف والحاكم.. وبمعرفة الخبير بأحوال الناس..
• هذه الحقائق وتلك المعلومات تداعت في رأسي وأنا أتجه إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة لإجراء هذا الحوار الأول معه.. وهو الذي عاد لتوه إلى تسلم مهامه فيها من جديد بعد أن صدر الأمر الملكي (رقم أ / 72) وتاريخ 9 / 4 / 1436ه بتسميته مستشارا لخادم الحرمين الشريفين وأميرا لمنطقة مكة المكرمة مستأنفا بذلك مشوار (7 سنوات) أمضاها في المنطقة وقدم فيها الكثير قبل أن يكلف قبل عام من الآن بوزارة التربية والتعليم.. وهي الوزارة التي تابعنا ما تحقق فيها من إنجازات كبيرة وما رسم لها من استراتيجية متعددة الأبعاد..
قلت لسموه في بداية لقائنا:
• كيف تلقيتم الخبر بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمنطقة مكة المكرمة بعد فترة وجيزة من تسلمه مقاليد الحكم ؟
•• منذ البداية أود القول.. إن أول توجيه تلقيته من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بعد تعييني مستشارا له.. وأميرا لمنطقة مكة المكرمة هو أن تكون مكة المكرمة في مقدمة أولوياتي.. وبالاهتمام ا لشديد بأبناء المنطقة وبالحجاج والمعتمرين.
قال لي الملك سلمان ذلك.. وشدد عليه.. وأضاف بأن مكة لا تخصنا نحن السعوديين فقط.. ولا تخص العرب والمسلمين وحدهم ولكنها تخص الإنسانية بأجمعها.. لأن صوت الحق.. والعدالة.. والتسامح انطلق منها إلى كل الدنيا..
• وهل الهدف من هذه الرحلة هو أداء العمرة؟
•• الملك سلمان إنسان مؤمن.. ومحبته لهذه المنطقة بشكل عام وتوجهه إلى مكة المكرمة بصورة خاصة إنما يجسد عنده مدى عظمة المكان الذي يأتي إليه.. وروعة الوقوف أمام الكعبة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يحفظ هذه البلاد.. وشعب هذه البلاد.. وأن يعينه على أداء المسؤولية العظيمة التي يتحملها تجاه هذه البلاد ونحو عموم المسلمين في كل مكان من هذا العالم.
أضاف سموه يقول: والملك سلمان -بطبيعته- إنسان مؤمن.. وشفاف الإحساس.. ويحمل لمكة المكرمة تحديدا ولأبناء المنطقة عموما مشاعر جياشة.. فهو يعرفها.. حيا حيا.. وأسرة أسرة.. وشارعا شارعا.. يعرفها بقيمتها الروحية.. ومكانتها التاريخية.. وبأهميتها في قيام هذه الدولة أيضا.. وتطورها.
• سمو الأمير.. هل سيقترن مجيء خادم الحرمين الشريفين إلى المنطقة بلقاءات عامة مفتوحة مع المواطنين؟
•• بكل تأكيد.. لأن الجميع متلهف إلى رؤيته.. والاستماع إلى رؤاه وتطلعاته لهذه المنطقة وأبناء المنطقة.. كجزء من رؤيته الكلية لمستقبل المملكة بإذنه تعالى..
وقد أبلغني -رعاه الله- شخصيا على أنه حريص على مثل هذه اللقاءات امتدادا لزيارات سابقة قام بها.. والتقى خلالها بالعديد من الناس.. في منازل بعض الشخصيات المعروفة في جدة ومكة المكرمة وفي أكثر من مناسبة.. لأنه كان وباستمرار حريصا على أن يرى الناس ويستمع إليهم ويتحدث معهم عن قرب.. كما أنه حريص على مشاركتهم في مناسباتهم والوقوف على بعض الفعاليات المرتبطة بتاريخ هذه المنطقة وبتراثها وبأماكنها التاريخية.. ولا ننسى جولته في شهر رمضان الماضي في جدة التاريخية ولقاءاته العريضة والمباشرة بالناس.. ووقوفه على بعض الأنشطة التي شهدها المهرجان الخاص بهذه المناسبة.. وذلك كله يؤكد أن سلمان قريب من الناس.. لأنه من الناس.. ومع الناس باستمرار..
• هل نستطيع معرفة ما سيتم من فعاليات احتفاء بهذه المناسبة؟
•• نحن الآن بصدد الإعداد لهذه المناسبة المحببة إلى قلوبنا.. سواء في جدة أو مكة المكرمة.. تعبيرا عن مشاعر الولاء الصادق نحوه.. وتفاؤلا بما ستتجه إليه البلاد في عهده.. بعد أن تسلم الزمام من يد ملك عظيم فقدناه.. وتركت وفاته لوعة في قلوبنا هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله. لكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره.. وبأن هذه هي سنة الحياة.. فنحن لا نملك الرد لأقداره تعالى..
•• تذكر سموه واقعة فأضاف قائلا: وإذا لم تخني الذاكرة فقد قرأت في صدر الصفحة الأولى لصحيفة أم القرى في اليوم التالي لوفاة الملك عبدالعزيز عمودين أحدهما على الجانب الأيمن يقول «مات الملك» وآخر على الجانب الأيسر يقول «عاش الملك» وكان ذلك ترجمة دقيقة لطبيعة هذا الكون أناس يذهبون وآخرون يأتون.. منذ سيدنا آدم وحتى اليوم.. وتلك هي حقيقة الحياة وسنة إعمار الكون..
• كيف ترون مستقبل هذه البلاد في عهد الملك سلمان؟
•• نحمد الله سبحانه وتعالى على أن من على هذه البلاد (أولا) بنعمة الإسلام.. وجعلنا إن شاء الله تعالى هداة مهتدين.. فمن هذه الديار نبعت عقيدة سماوية خالدة شرفنا الله بأن نكون ورثتها جيلا بعد جيل.. و(ثانيا) نحن ولله الحمد بلد يتطور باستمرار.. وينتقل من خير إلى خير أعم وأشمل بفضل حكمة القيادة.. والتفاف الشعب السعودي النبيل حولها.. و(ثالثا) أن تاريخ هذه البلاد الممتد كان وباستمرار مشرفا بكل ما قدمته وتقدمه قياداته لأمتها بل وللعالم أجمع.. وعليكم بأن تتفاءلوا بالمزيد من الخير إن شاء الله تعالى.
قيمتنا عند الغير هائلة
• سمو الأمير.. ولكن هناك من يعتقد بأننا نبالغ كثيرا عندما نتحدث عن بلادنا بمثل هذه الصورة مقارنة بالكثير من دول العالم المتقدمة؟
•• مشكلتنا أننا لا نعرف قيمة بلادنا .. ولا نعطي أنفسنا ما تستحقه من مكانة.. في وقت بات فيه العالم يقدرنا أكثر من تقديرنا لأنفسنا ولمكتسباتنا.. وهي في الحقيقة لا تعد ولا تحصى..
• مثل ماذا؟
•• أعطني بلدا واحدا في هذا العالم.. تهفو أفئدة الشعوب إليه كما هو حال بلدكم هذا من قبل مليارات المسلمين.. ثم أريدك أن تعطيني مثالا على أي بلد في العالم ترتبط به مصالحه كما ترتبط مصالحه ببلدنا هذا.. فبالإضافة إلى المكانة الروحية والتاريخية والثقافية التي يدرك أهميتها العالم.. فإن قيمة هذه البلاد الاقتصادية العظيمة لا تدانيها قيمة أي بلد آخر..
•• أضاف سموه يقول: انظر مثلا.. ماذا خلفت الأزمات الاقتصادية التي حلت بالعالم في السنوات العشر الماضية.. وأصابت دولا كبيرة في العمق.. وكاد الركود يؤدي بها إلى الانهيار التام.. في وقت لم نشعر فيه نحن ولله الحمد بتلك الهزات الكبيرة.. في الوقت الذي شعر فيه العالم بأسره وفي مقدمته أوروبا وأمريكا وروسيا والصين بمدى قوة الاقتصاد السعودي ودوره في إنقاذ الاقتصاد العالمي وتصحيح مساراته.. ويكفي للتدليل على هذه الأهمية بأن المملكة هي الدولة العربية الوحيدة الممثلة في قمة العشرين وهي القمة التي لم تصدر لها مقررات إلا وأثنت فيها على مساهمة المملكة الفاعلة في خدمة اقتصادات العالم ورفع معدلات التنمية في أرجائه.. ومن تلك آخر قمة عقدت في أستراليا في الفترة الواقعة ما بين (22-23 / 1 / 1436ه) وحضرها الملك سلمان.. وانتهت إلى إصدار إعلان تاريخي أشاد بفعالية الدور السعودي في إنعاش الاقتصاد العالمي.. ونظر إلينا بمنظار الدولة التي تحقق معدلات تنموية عالية.. وتساهم في قيادة العالم إلى أفضل مستويات النماء..
•• سموه قال متذكرا: عندما كنت أتلقى تعليمي في أمريكا وبريطانيا قبل أربعين عاما.. كنت ألاحظ أنهم لا يعرفون حتى موقعنا من خارطة هذا العالم.. أما الآن فإنكم تدركون كم نحن حاضرون في الذهن وعلى كل الأصعدة.. السياسية.. بمشاركتنا في صنع قرار العالم.. والاقتصادية في تجنيب العالم كوارث الركود والبطالة وتراجع التنمية.. والأمنية في مكافحة الإرهاب وإعلان الحرب على كوادره وأحزابه ومنظماته.
• تلك هي -سمو الأمير- مسؤولية أجهزة الدولة لتعزيز الثقة بالنفس.. فما هي مسؤولية المواطنين أيضا؟
•• هذه ليست مسؤولية الدولة وحدها.. وإنما هي مسؤوليتنا نحن أيضا.. شعبا.. ومؤسسات المجتمع .. ووسائل إعلام.. ومفكرين.. وأصحاب رأي.. وإعلاميين. وأكاديميين.. وطلاب وطالبات.. كل من موقعه.. نحن فقط بحاجة إلى شحنة من الثقة بالنفس.. تقوم على الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة علينا.. وعلى العمل الجاد والمتفاني في خدمة الوطن.. بعيدا عن الروتين.. والتفكير الضيق والمحدود.. والتقليدي.. وإلى استلهام الإحساس بالأمان الذي نحن فيه.. مقارنة بالأوضاع التي يعيشها الآخرون من حولنا.. والتعرف على مصادر القوة فينا.. والاستفادة منها.
تظاهرة عالمية غير مسبوقة
•• صمت سموه قليلا ثم قال متسائلا: هل رأيتم بلدا في هذا العالم.. وفي كل العصور استقبل هذا العدد الكبير من القادة والزعماء والرموز التاريخية في بلدانهم.. كما شهدته الرياض.. معزين في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ومهنئين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتسلم مقاليد الحكم في هذه البلاد..
إن من جاء إلينا من مختلف أصقاع الأرض.. ما كان يمكن أن يأتي لولا أنهم يقدرون قيادة هذه البلاد.. وإنسان هذه البلاد.. وقيمة هذه البلاد التي عرفت باتباع سياسات رشيدة.. ومتوازنة.. وبناءة.. وسعت إلى تحقيق الأمن والسلام وإشاعة المحبة في الأرض بشتى الوسائل.. وقدمت الدليل تلو الدليل على أنها دولة ذات حضارة إنسانية.. وأنها ذات أثر كبير في صنع الاستقرار والنماء لهذا العالم.. وليس في تدميره.. تلك هي قيمتكم.. وذلك هو حال بلدكم عند الآخرين..
• ألا ترون سمو الأمير أن ارتباط مصالح دول العالم بنا كان له الأثر الكبير في مكانتنا لديهم كما تتحدثون الآن؟
•• لا ننكر هذا.. ولا أغفل أهمية ارتباط مصالح الآخرين معنا.. لكننا لم نسأل أنفسنا سؤالا مهما.. كيف تكونت هذه المصالح.. وكيف عظم شأنها.. وكيف ارتبطت بنا بمثل هذه القوة؟
إن الإجابة البسيطة تقول (يؤكد الأمير خالد الفيصل) إنه لولا السياسات الحكيمة التي اتبعتها المملكة.. ولولا الجهود الاتصالية المضنية التي كانت وراء ربط مصالحهم بمصالحنا.. ولولا الاستقرار الشامل الذي ننعم به نتيجة نجاح الإدارة العليا في تسيير أمور هذه الدولة.. لولا كل ذلك لما أصبح للبترول قيمة.. ولا للربط بين قيمته الاقتصادية وبين آثاره الأمنية وبين تشابكاته السياسية من دور وأثر بالغين في أهمية ما يصدر منا وعنا.. ويفرض عليهم احترام إرادتنا وقرارنا.. واختياراتنا باستمرار.
• هل يمكن سمو الأمير اعتبار موقف المملكة القوي (مثلا) في مساندة اليمن أحد الأمثلة على فرض هذه الإرادة واحترام العالم لها؟
•• تستطيع قول ذلك، فوقوف المملكة مع الأشقاء في اليمن جاء بدعوة من القيادة الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وثانيا استجابة لأواصر الجوار، فالقيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حرصت على أن تجمع الفرقاء على طاولة واحدة عبر المبادرة الخليجية، إلا أن تعنت الخارجين على الشرعية دفعها لاستخدام القوة وردع الانقلاب، ولعلي هنا استشهد على قوة الدبلوماسية السعودية، بذلك العمل السياسي الكبير الذي تزامن مع عاصفة الحزم داخل أروقة الأمم المتحدة والذي خلص إلى استصدار قرار أممي يدين الانقلاب في اليمن ويشرع التدخل العسكري لإعادة الاستقرار، وها هي المملكة تعمل اليوم على كافة الأصعدة لعودة اليمن سعيدا كما كان عليه.
•• أضاف سمو الأمير خالد الفيصل يقول: هذه هي المملكة العربية السعودية التي يحترم العالم قرارها.. ويستمع إلى كلمتها.. لأنه يثق في قيادتها.. وفي الحكمة التي تدير شؤونها.. وتحرص على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
استكمال مشاريع الخطة العشرية التنموية
• صاحب السمو.. نعود إلى الحديث عن مستقبل المملكة.. وتحديدا إلى ما أنجزتموه في منطقة مكة المكرمة.. وما سيتم إنجازه في المرحلة القادمة من مشاريع.. في ظل العهد الجديد؟
•• لا أبالغ إذا قلت.. إن هذه المنطقة لها مكانة خاصة في نفوس قيادات هذه البلاد، وأستطيع القول.. إن خطة السنوات العشر التي وضعتها في بداية تسلمي مهام إمارتها في 29/4/1428ه، قد ترجمت إلى إنجازات.. وتم خلال السنوات الخمس الأولى الكثير.. ولعلي أذكر منها، إنجاز المراحل الثلاث لمشروع درء أخطار الأمطار والسيول بمحافظة جدة، وإيصال المياه المحلاة إلى كافة محافظات المنطقة، زيادة محافظات المنطقة إلى 16 محافظة، وإيصال التعليم الجامعي إلى محافظات المنطقة، وتنفيذ برامج لبناء الإنسان من بينها (ملتقى شباب مكة، وجائزة مكة للتميز، وسوق عكاظ وغيرها من المشاريع الأخرى).
• وما الذي تبقى منها الآن.. وتعتزمون استكماله؟
•• نحن الآن بصدد تحديد أين نحن الآن.. وكيف نكمل مشوار التنمية الشاملة في المنطقة بمشاركة أبنائها وشرائح المجتمع فيها.. وقد اجتمعت مطولا مع أمناء مكة المكرمة وجدة والطائف للوقوف على كافة التفاصيل بهدف المضي في تنفيذ كل ما سبق أن التزمنا به أمام ولي الأمر وأمام المواطنين.. وفي مقدمة تلك المشاريع مشروع إعمار مكة وتطوير المشاعر المقدسة، وقطار الحرمين، ومشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد، والنقل العام في العاصمة المقدسة وجدة والطائف، وتطوير العشوائيات في مكة وجدة، وتنفيذ مخطط تنمية وتطوير الطائف الجديد، أيضا متابعة المشاريع الكبرى في المنطقة ومحافظاتها.
وكما تلاحظون فإنها جميعا تنطلق من مفهوم تنموي وحضاري وإنساني يجمع بين تنمية الإنسان وتنمية المكان.. ويؤدي كل ذلك في النهاية إلى تحقيق مجتمع المعرفة بكل ما ينطوي عليه من تكامل عضوي يجمع بين رقي التفكير في مجتمعنا.. وفعالية الإنسان في تحقيق ذاته وبين الارتفاع بمستوى المعيشة في منطقته ولصالح وطنه وبين ما يلبي ويتجاوب مع احتياجات التنمية والتطوير الشامل لمنظومة التفكير ولمشروعات البنية التحتية بجوانبها المادية والفنية والخدمية وفقا لأحدث المعايير والمواصفات.. تحقيقا لأهداف النمو الطبيعي للمدن والمحافظات.. وارتفاعا بمستويات الحياة الاجتماعية لكل مواطن ومقيم أيضا.
• هل يمكن القول إن المنطقة مقبلة على قفزة نوعية أخرى.. في مشروعات البنية الأساسية وتحسين الخدمات.. ستقضي على الكثير من مصادر الشكوى كالاختناقات.. وضعف أو رداءة بعض الخدمات.. وفي مقدمتها خدمات الصرف الصحي.. ومشكلات تصريف السيول والأمطار.. وفي المطارات.. والنقل.. والمواصلات؟
•• ذلك ما خطط له بعناية منذ البداية.. ونفذ الكثير منه حتى الآن.. وباستكمال البقية.. فإن محافظات المنطقة ال«16» ستنتقل إلى مرحلة مختلفة.. تتوفر فيها كافة الخدمات.. وتتخلص من الاختناقات.. ومن ظاهرة تعثر المشاريع.. كما تتخلص من صعوبة الانتقال والاتصال.. بالإضافة إلى ما ستوفره المشروعات الخاصة بالميادين والمنتزهات ومراكز الأحياء وإصلاح أوضاع العشوائيات من إضافات نأمل أن تغير من طبيعة الحياة والحركة بالكامل تحقيقا لتقدم ملموس له آثاره الاقتصادية ومنافعه الأمنية وتبعاته الاجتماعية كذلك..
• ذلك -سمو الأمير- يخص ما تعملون على تنفيذه من مشروعات.. غير أن هناك شكوى دائمة من تعطل مصالح الناس لدى بعض الإدارات الحكومية بفعل هيمنة الروتين.. وضعف التواصل مع المراجعين.. فماذا أنتم فاعلون في ذلك؟
•• قلت لكم إن عملنا لا يقتصر على تطوير المكان وإنما يتناول ثقافة المجتمع وتطوير أنماط التفكير وتحسين مستوى الإدارة.. والارتفاع بمستوى الخدمات التي تقدم للناس.
وأنا على يقين بأن المتابعة المستمرة.. لزرع ثقافة الشعور المتعاظم بالمسؤولية ستقودنا في النهاية إلى إدارة نموذجية للأجهزة والقطاعات والإدارات على اختلاف وظائفها ومسؤولياتها.. وأنا على تواصل مع الجميع.. ليس فقط من خلال مجلس المنطقة وإنما بالتواصل اليومي مع كل مسؤول.. لأن المنطقة لا بد وأن تتخلص من أنماط الإدارة التقليدية والنمطية.. وسوف تكون اتصالاتي بأصحاب السمو والمعالي الوزراء مباشرة في خدمة هذا الاتجاه.. لأن الملك سلمان مهتم شخصيا بهذا الجانب الحيوي والهام.. وقد وجه الجميع بضرورة أن تسود الإدارة الحكومية روحا جديدة.. واستشعارا مضاعفا بالمسؤولية.. يجب أن يلمسها المواطن في أقصر وقت ممكن.
• دعني اسألك سمو الأمير.. عن الشباب.. وعن الاهتمام به في المرحلة القادمة.. وعن الغوص في قضاياه ومشكلاته ومساعدته على تحسين فرص اندماجه في المجتمع.. وانتشاله من البطالة والفراغ ومن محاولات قوى الضلال إلى استقطابه للسفر بعيدا عن الوطن بالانضمام إلى تنظيمات إرهابية حاقدة.. فماذا ستفعلون لهم؟
•• أنت تتحدث عن «60 %» من سكان المملكة العربية السعودية أو يزيدون قليلا.. وتسأل عما فعلناه لهذه النسبة العالية في منطقتنا.. وأستطيع القول إننا قطعنا شوطا بعيدا في هذا الاتجاه في الفترة الماضية التي توليت فيها شؤون إمارة منطقة مكة المكرمة.. أما بالنسبة للمستقبل فإن تلك الأرضية الجيدة علاوة على الفكرة المكتملة لدي عن أوضاع الشباب بعد عام كامل من العمل في وزارة التربية والتعليم قد أعطتنا رؤية أوسع لما يجب أن نفعله في المرحلة القادمة..
•• أضاف الأمير يقول: وعلى فكره فإنني أستطيع القول إن شبابنا رائعون ومستقبل بلادنا سيكون بإذن الله تعالى واعدا.. لما وجدته فيهم من طاقات ومواهب عظيمة.. ويكفي أنهم حققوا أرفع الميداليات العالمية في أكبر المناسبات المقامة في أمريكا وأوروبا في مجالات الاختراع والتفوق العلمي.. متقدمين على طلبة تلك الدول المعروفة بتقدمها.. ولن أتحدث الآن عما أفكر فيه لهم ومعهم لكنني أستطيع القول إن هناك خططا وبرامج وخطوات عملية ستساهم إن شاء الله تعالى بالتعاون مع الإخوة الوزراء في تحقيق ما أشرتم إليه وما نفكر فيه لأن شبابنا جدير بالاحتواء وبالخدمة وبالاقتراب منه أكثر وبالعمل معه ومن أجله بصورة أفضل.. ولعلكم تلمسون ذلك -بصورة واضحة- في توجيهات الملك سلمان.. وفي عنايته بالشباب.. وفي مطالبته للجميع بإعطاء الفرصة لهم بصورة أفضل لخدمة بلادهم على كل الأصعدة والمستويات وسوف تكون لي جولات وجولات معهم.. ولقاءات مع مديري الجامعات.. والمختصين لكي نفعل دورهم في المدينة.. والمحافظة.. والحي وفي كل مناحي الحياة أيضا.
• هل نستطيع القول إن هناك سياسات أو توجهات جديدة أنتم بصدد تبنيها في المرحلة القادمة بعد عودتكم لإدارة شؤون المنطقة؟
• أنا لا أرسم سياسات.. ولا أحدد توجهات.. وإنما أنا منفذ لسياسات وتوجهات ولي الأمر.. ومحقق لتطلعاته بالتعاون مع أبناء المنطقة.. رجالا ونساء.. شبابا وشيوخا.. صغارا وكبارا.. رجال أعمال.. ومثقفين.. ومعلمين.. وموظفين.. وطلابا.
وما أريد قوله هو.. إن الوطن يحتاجنا جميعا.. يحتاج إلى إخلاصنا.. وإلى تعاوننا.. وتفانينا.. وإلى أن نكون أمناء على المسؤولية التي وضعها في رقابنا ولي الأمر.. وأنا موجود في هذه المنطقة من أجل خدمة الجميع لا يفصل بيني وبينهم أحد.. ولا يحول بيني وبين سماع شكوى أي مواطن أي حائل.. كلما كان هناك ما يخدم البلد.. وينهض بالمنطقة.
• نعود ثانية إلى السؤال.. عما تعدون به المواطن بهذه المنطقة في المرحلة القادمة؟
•• سألتني هذا السؤال من قبل.. وأجبت بأن التوجيهات لدي بأن الدولة في خدمة أبنائها وأنها لن تعجز إن شاء الله عن عمل كل ما يجب عمله.. لتيسير مختلف أوجه الحياة للمواطن والمقيم.. والوافد.. والمعتمر والحاج.
• على ذكر الحج والحجاج والتوسعات وأوضاع المقيمين بالمنطقة لا سيما في مكة المكرمة ممن لم تحدد هويتهم بعد.. هل من جديد في هذا الاتجاه؟
•• مشاريع التوسعة كما ترونها مستمرة.. والمواءمة بينها وبين أعداد الوافدين إلينا هي من الأمور التي تشغلنا الآن.. وسوف أقف على المزيد من التفاصيل الخاصة بأوضاع تلك المشاريع والعمل على تسريعها وإنجازها في أوقات قياسية.. وتحديدا قبل موسم الحج القادم.. وهناك أكثر من طرح الآن في مسألة تنظيم العمرة وتقنين عملية التدفق على مدار العام وكيفية التوفيق بين ذلك وبين تسريع مشاريع الحرم الداخلية.. والمشاريع المحيطة به.. وكذلك في مداخل ومخارج مكة.. وهي أمور تحتاج إلى جهود جبارة بدأ العمل على توفيرها وتهيئتها بالصورة التي تختصر الزمن.. وتيسر وصول وتمتع المعتمرين والحجاج بأداء نسكهم على أكمل وجه. أما بالنسبة لموضوع هوية بعض المقيمين بمكة المكرمة، فإن الدولة حريصة على تصحيح جميع الأوضاع.. وتلمس الحلول العملية التي توفر السلامة والأمن والعيش الكريم للجميع في آن واحد.. وكما حلت مشكلة البرماويين بصورة منظمة في الماضي القريب فإن العمل جار في معالجة أوضاع الفئات الأخرى بالحكمة ووفق الأنظمة وبما تفرضه وتقتضيه مصلحة الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.