عرفت أنه إبان الحرب العالمية الأولى، أغار الأسطول البريطاني على بيروت وكانت في ذلك الوقت هي إحدى موانئ الدولة العثمانية، وبقي الأسطول البريطاني يضرب الميناء بمدافعه ضربا متواصلا، دون أن ترد عليه المدافع التركية حتى بطلقة واحدة. وقد عقد والي المدينة مجلسا حربيا لمحاكمة قائد حامية الميناء، لعدم قيامه بواجبه بالدفاع عن الميناء، ولما جاء قائد الحامية المتهم، سأله رئيس المجلس الحربي: لماذا يا أيها القائد لم تأمر المدفعية بإطلاق مدافعها على الأعداء؟ رد قائد الحامية قائلا: سيدي، هناك مائة سبب وسبب لذلك !! فقال رئيس المجلس الحربي: تكلم، قل ما هي الأسباب؟ القائد: أول سبب سيدي (بارود يوك)، وثاني سبب ... وهنا قاطعه رئيس المجلس الحربي قائلا: (أفندم)، يكفي، باقي الأسباب ماكو داعي لها انتهى. وكأن التاريخ يعيد نفسه كالعادة، فها هي (الموصل) بالعراق احتلتها (داعش) باردة مبردة وفي وضح النهار، دون أن يأمر رئيس وزراء العراق السابق (المالكي) بالتصدي لها حتى ولا بطلقة واحدة رغم أن لديه الكثير من (الطلقات) ، فمن هو (الجهبذ) الذي يستطيع تفسير ذلك؟! *** قال لي أحدهم: إذا شئت أن تعتبر كاذبا، فقل الحقيقة دائما. رددت عليه سريعا: المشكلة أنني لا أقولها، ومع ذلك هم يصدقونني، لهذا أنا مبسوط. وأردف أيضا قائلا لي: بالحجارة التي نقذفها عليهم، يبني العباقرة لنا طرقا جديدة. ورددت عليه أيضا: نحن ولله الحمد لا نرجم غير الأبالسة والشياطين، لهذا هم يترصدون لنا في كل الطرقات، كنوع من الانتقام منا. *** يزعمون: أن بعض (الأجنة) يسمع بكاؤهم، وهم لا يزالون في أرحام أمهاتهم قبل ولادتهم بساعات. أما أنا فلا زلت أبكي منذ أعوام طويلة في رحم الحياة، فلا هي التي ولدتني، ولا هي التي كفكفت دموعي، ولا هي التي تركتني أمضي في حال سبيلي. *** (رغم الرغم) لا زلت متفائلا، وانعكس هذا على فلسفتي بالحياة، وقبل أيام حاولت أن أشد من أزر صديق متشائم ومتطير وقلت له: تفاءل، تفاءل يا رجل بالخير تجده. فقال لي متبرما بلهجته العامية: خلاص تراك زودتها، لقد تفاءلت وتفاءلت إلى درجة أن التفاؤل (تفل بوجهي). قلت له: ما دام الحال وصل بك إلى هذا الحد، فما بعد (التفلة) من شيء.