في ذاكرة شعوب العالم أيام لا تنسى، ومن في مصر يستطيع أن ينسى أو يتناسى 23 يوليو 1952، أو 25 يناير 2011، أو 30 يونيو 2013، ولكن الفارق أن التاريخ الأول ما زال وسيظل عالقا بحنايا قلوب المصريين؛ لسبب بسيط جدا أن ثورة يوليو مست جوهر حياة الناس، قدمت لهم أشياء، منحت الفلاح أرضا، ووفرت للعامل مصنعا، فتحت الجامعات ومعاهد البحوث، بمختلف التخصصات، أمام أبناء الطبقة الوسطى، بعدما كانت حكرا على أبناء طبقة معينة. أما الثانية، فقد أزاحت نظام مبارك ورموز حكمه، ألقت بهم في السجون، وتفشى الانفلات الأمني في طول البلاد وعرضها، وتآكل الاحتياط النقدي في خزانة البنك المركزي، وتدنى الاقتصاد إلى منحنى الخطر، تفرقت دماء أهداف الثورة من «عيش وحرية وعدالة إلى اجتماعية» بين الأحزاب والإخوان والحركات الشبابية، وفي النهاية وصم الجميع ثورة 25 يناير بأنها فشلت في تحقيق أهدافها، إذن لماذا الدعوة إلى إحياء ذكرى الفشل؟ أليس من الأجدر البحث عن ذكرى النجاح. ولا يوجد توصيف محدد ل«30 يوينو» هل هي ثورة جديدة، أم موجة ل25 يناير، أم تصحيح مسار، أم استعادة ثورة يناير من سارقيها «الإخوان» بحسب تعبير القوى المدنية التي تؤكد أن السبب الرئيسي في قفز الإخوان على ثورة يناير أنها لم يكن لديها قائد. في 30 يونيو، ظهر الفريق عبدالفتاح السيسى قائدا وحاميا للثورة، ومشرفا على خريطتها المستقبلية، هل تضعون يدكم في يده لتجعلوا من هذا اليوم يوما للبناء، بدلا من المعاول التي تدعو جماعة الإخوان لحملها في ميدان التحرير لهدم ما بقى من أنقاض 25 يناير. يرفعها اليوم:شوقي عبدالقادر