إن أجزاء المفاهيم في الحياة تتطلب وعيا وإدراكا، وتكرار ذكرها دون بيان واستدلال تسبب في دخول الابتذال، وأوجد علاقة إشكالية بين الفرد والجماعة واختصر مقدرة المتلقي وتجهيل كل ما يدور حوله ومناهضة القيمة للموجودات الأساسية في المجتمعات التي تركز على المضمون وتناقش بتحد وثقة الأسباب الظاهرة، التي عانى منها الأهالي بفقد فلذات أكبادهم وتمردهم وصناعة فكر إرهابي، من شباب قدم أغلبهم من أقاصي ريف غارق في الانغلاق، وتقوم بتزويد الكتب والكتاب بالجوانب المتعددة من الإشارات الخافتة لتصبح أكثر نورا ووضوحا حيث بدأ التسلسل بمفهوم متباين ومتأرجح بين الاستدلال والاعتبارات، متشاغلين بتفسيرات مختلفة لا تفهم منها إلا ثلاثة أسباب (تزكية النفس، النزوع إلى التجريد، الهروب من التناقض) أسوة بالفلاسفة الذين تفوقوا على ذاتهم بالاجتهاد الخاطئ ثم عاشوا عمرا آخر في تصحيح الأخطاء. إن التسليم بالحجج الغامضة وغير المقنعة يجعل من الحقب الزمنية جامدة دون حراك أو تغيير يذكر ويعود بالعقول إلى مخبئها القديم، هاجرت عقول الشباب إلى مفاهيم مبتورة لا تحقق أهداف الدولة وتوجهها فكان التشدد والغلو أحد أسباب هجرة العقلانية والرحيل إلى إثارة نهايتها قاتلة تاركين خلفهم أمهات ثكلى وأيتاما وأرامل فمنهم من رحل إلى مناخ خانق لاعقلانية فيه وطالب بالحكمة وهي محلقة على جناح عصفور وهو أضعف ما يكون، وأحدث هؤلاء ثقبا في أرض زجاجية ليسقط كل من سار عليها بمشيئة قدرهم الذي أودى بالكثير من الحقائق وكانت بمثابة نظائر نقيس عليها كسائر الوسائط، ونخلد إلى السكون كنوع من الاستسلام، حتى أصبحت دائرة الحواس بعيدة عن الإدراك ومنفصلة عن النسق الذي ينبغي أن يكون ولا نملك إلا الانتظار في طوابير طويلة الإرث غير المستوفي الشروط فكانت الوصية غير نافذة والورثة بحاجة ماسة لقانون يحمي النسيج الفكري من الاحتكار والاستبداد المغلوط الذي أودى بحياة كثير من الورثة جراء وصية منشقة عن الواقع. أنواع كثيرة متضادة من البشر أرهقوا قانون الإنسانية وزجوا بمفاهيم ثابتة تندرج في أحادية الرؤى واستغلال القناعات لتغيير النفي وعرقلة الإثبات الصائب، فكانت النتائج خطأ استغرق عصرا، والآن عكف من عكف على التصحيح وتقريب وجهات الماضي بالحاضر وسكب العسل على سموم الأمس محيطا بأن كل الأخطاء تندرج حسب القواعد الاستفهامية لم يدرك هؤلاء العلاقة المنطقية منذ البداية وإلا لما اجتثوا مفاهيم غيرهم لقلة الحيلة وضبابية الحضور وفقر الإمكانية وصعوبة البلاغة الخطابية مما جعل الافتراض منبوذا والنقص محمودا..!.