بين فترات زمنية متباعدة أعود إلى الشباب فثمة إحساس بالاضطهاد يمارس على هذه الفئة ولا أحد يريد مد يد العون، ولا أحد هنا أقصد بها المؤسسات الحكومية والخاصة أو الجمعيات المدنية أو التربوية أو الإرشادية. الكل يشاهد ولا ينكر أن الوسائل المتبعة مع الشباب تخرج أجيالا من المأزومين. والإحساس الذي أتحدث عنه ليس له علاقة بالحرمان من الدراسة أو الوظيفة أو المستقبل الباهر، وإنما الملاحقات التي تتبع الشباب وكأنهم فيروس ناقل للعدوى, وفي كل مرة أذكر ملاحظات نقف عليها كمشكلات حقيقية للشباب، ولم تحل بالرغم من تكرار الشكوى منها، فهل أبدأ بالقول إنه لا يوجد مدخن إلا وتمنى أن يقلع عن التدخين، وتأتي هذه الأمنية بعد سنوات من تعاطي التدخين كعادة أو إدمان ومع ذلك تلاحظ الآن إقبال أعداد كبيرة من الشباب على التدخين، بالرغم من التحذيرات الطبية المتلاحقة، وإذا فتشت عن سبب ارتفاع نسبة المدخنين بين الشباب فسوف تجد أن تعاملنا هو الذي دفع بالشباب لهذا المنزلق لنهدأ، خلاص (هدأنا).. الشباب ممنوع تواجدهم في أي مكان خاص بالعوائل، سواء أسواق أو مراكز أو ملاه حتى الأرصفة يتم إخلاؤها منهم بأية حجة كانت، وإذا تجولوا في الشوارع وجدوا سيارات المرور تزودهم بالغرامات تباعا، والمكان المسموح بتواجدهم كجماعات هي المقاهي، ويتحرك لهذه المقاهي أعداد غفيرة من الشباب، ولأن أصحاب المقاهي لا يعنيهم إلا (الغلة) فالشرط الأساسي لبقاء الشاب أن يطلب (معسل أو شيشة) أو أن يدفع ثمنها إن لم يرد تناولها، والأغلب يبدأ تناول (المعسل) كحصص يومية ومن هناك تبدأ أولى الخطوات لعادة صحية سيئة.. إذن لنترك الشباب في المقهى، وننتقل إلى فئة أخرى يتم ملاحقتها (بشكل مشين وغير أخلاقي) من أجل ملابسها أو قصات شعورها.. فما الذي يحدث؟. مهما كان موقفنا من تلك الملابس أو القصات فإن ما يحدث للشباب لا يمثل حلا تربويا أبدا، وإن كان لنا اعتراض على ما هم عليه فلومنا يجب أن يكون معلقا على ذويهم، فهم ليسوا واحدا أو اثنين، بل مجموعات كبيرة، وهؤلاء لم يأتوا من الشارع، بل من بيوت وأسر تعرف ماذا يلبس أبناؤها، وتعرف أشكال القصات التي هم عليها.. فإن كان هناك لوم فليتم لوم أولياء الأمور وليس الشباب أنفسهم، أو إن كان هناك لوم فيقع على كاهل جهات أخرى كان عليها أن تقوم بمنع تصدير الملبوسات لداخل البلد قبل لوم الشباب لارتدائها. ونجد أن ثمة جهة تقوم بإيقاف الشباب وتحويل رؤوسهم إلى (زلبطة) كحق مشروع في إزالة تلك القصات من غير اتباع إرشادات أخرى، فهل في هذا سلوك تربوي مقنع؟ ثم هل في هذه الممارسات حل لمشكلات الشباب والتي تشيب الرأس.؟ وهل بهذه الحلول يمكن استصلاح الشباب؟.. المهم أن في كل موقع يتواجد فيه شاب ثمة (تخنيق) يدفع به إلى الصراخ مما يجد، فهل سمعنا؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة