على استحياء تراجعت لجنة الانضباط جزئيا عن بيانها السابق حول ما ينشر في مواقع الإنترنت من إساءات، فقد أصدرت يوم أمس الأول بيانا جديدا حاولت فيه أن تستدرك وتصحح بعض أخطاء بيانها السابق، ففي البيان الجديد تراجعت عن نيتها بمراقبة المواقع الإلكترونية بنفسها وأوضحت: (أنها ستقوم بالتعاون مع لجنة الإحصاء والإعلام في الاتحاد «بتلقي» الشكاوى الواردة من أصحاب الصفة والمصلحة على ما هو موجود من مخالفات في المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية من تاريخه)، مما يعني أنها لن (تراجع وتراقب) بنفسها هذه المواقع كما توعدت في بيانها السابق، وإنما ستكتفي بالنظر فيما يصلها من شكاوى من المتضررين. وكان لافتا أيضا في بيانها الأخير أنها قصرت مسؤوليتها على المواقع الرسمية للأندية، وأغفلت أي إشارة ل (كافة المواقع الإلكترونية للأندية وأعضاء مجالس الإدارة والشرف واللاعبين والإداريين وروابط المشجعين والمراكز الإعلامية للأندية) كما ورد حرفيا في نص بيانها الأول، فهل يعني هذا انها استبعدت هذه المواقع من دائرة مسؤولياتها الرقابية؟ كما لفتني أن لجنة الانضباط التي تجاهلت المرجعيات القانونية الرسمية المختصة في المملكة في بيانها الأول، عادت في بيانها الأخير لتشير إليها بقولها: (في ضوء نظام السياسة الإعلامية ونظام المطبوعات والنشر ونظام المؤسسات الصحفية ولائحة النشر الإلكتروني ولائحة العقوبات) رغم أن صياغة هذه العبارة تعوزها الدقة. الخلاصة هي أن لجنة الانضباط ورطت نفسها في مشكلة هي في غنى عنها، وبيانها هذا نصف اعتراف بالخطأ ينتظر أن يجد نصفه الآخر في بيان ثالث. نقد بدون دعم لازلت أرى أن وجود تيار معارض لمجلس الإدارة داخل كل ناد حاجة ضرورية، ودليل صحة وعافية، بغض النظر عن أهداف هذا التيار ومدى صحة ما يصدر منه من نقد تجاه عمل إدارة النادي، فالمهم هنا هو أن تشعر إدارة أي ناد أن هناك من يتصيد أخطاءها، حتى تعمل دائما على تقليل هذه الأخطاء وعدم إعطاء معارضيها أية ذرائع لمهاجمتها وإحراجها أمام الجمهور، وفي نادي النصر لعب الأمير جلوي بن سعود دور المعارض المزمن منذ أيام الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود، ولذا لم أستغرب انتقاداته اللاذعة لإدارة النصر الحالية، إنما استغربت الرد الحاد من رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي على هذه الانتقادات حيث جرده بطريقة غير مباشرة من صفة عضو الشرف بقوله: (المستغرب أن يطالب عضو شرف بالبطولات وهو لا يدعم الفريق سواء ماديا أو معنويا) متسائلا (ما هي المعايير التي يمكن أن يطلق على صاحبها مسمى عضو شرف؟). وإذا كان رئيس النصر لا يعتبر الأمير جلوي عضو شرف كما فهمنا من رده، فعلى الأقل كان عليه أن يعتبر تصريحاته صادرة من مشجع نصراوي، وهذه الصفة تعطيه الحق بانتقاد الإدارة كما يفعل الكثير من المشجعين. بوصلة: بنهاية هذا الموسم يفترض بعدد من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات واللجان أن يتفرغوا لإعمالهم الخاصة والتجارية. [email protected]