ما الفرق بيننا وبين هؤلاء؟ سؤال بث حروفه التى تكاد تشتعل .. وخشية من فرط اشتعالها أن تحرق الورق فيتطاير ذلك الدخان، يترجم احتراق معاناة الزميل الناجح الكاتب اليومي صالح الشيحي، الذي يمارس اللهاث من خلال إطلالته اليومية في جريدة الوطن، لقد طرح مقارنة لما يجري فى دول الجوار من انضباطية ورقي فى السلوك واحترام للآخرين فى الأسواق وفى المحال العامة، على عكس ما هو واقع عندنا، والملاحظة جيدة وجديرة بالوقوف معها وعندها .. ولكن لا يستوقفنا ذلك طويلا .. إذ إن من ظلم الحقيقة سحبها على واقع مجتمعنا؛ فمثلا فى الإمارات وقد أمضيت فيها شهرا وعدت قبل أيام أنك لا تكاد تجد المواطن إلا في ما ندر .. فهو كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود (مع الفارق طبعا) كما قال فلا مجال للمقارنة العددية بيننا وبين الإمارات مثلا .. وكيف أن الغالبية العظمى هم أجانب من أوروبا ومن الهند وباكستان وإيران وبعض الجاليات العربية وهؤلاء إذا ما تحرينا الدقة فهم يأتون يحملون أنماطهم الحياتية معهم. سمة الحياة الطبيعية عندنا: أعود لصيف عام 2009 فقد كتب الزميل تركي السديري رئيس تحرير الرياض على ما أذكر .. وكتب عبدالله أبو السمح وكاتب هذه السطور عن الممارسات التى يزاولها الشباب السعودي وحتى بعض الفتيات فى لبنان (السولدير والفردان وفى أماكن أخرى) وفي القاهرة وفي باريس ولندن فإن هؤلاء يأتون ومعهم عقدة المعاكسات وقطع الوقت فى مناورات فارغة هايفة تعكس بكل أسف جانب الضعف والمرض والاختلال في شخصية الشاب .. بينما نجد الشباب الخليجي من الجنسين فوق هذه الترهات ولا يمارس هذا الجوع العاطفي والشهوانية .. يقيه قدر مخزونه من الحياء ونحن ومع كل الوخز الشديد قد طرحنا العديد من الأسئلة .. ما هو السبب وراء هذه الأساليب الفجة والمخجلة .. ولماذا يحمل هؤلاء معهم فى سفرهم ضمن حقائبهم هذه الألوان الهايفة من الأساليب .. وأين الآباء من هذا .. ولماذا السيارات الفارهة التى تغري الشباب ويعتبرونه من عدة الشغل وتثير حقد الإخوة فى البلدان التى نقصدها. بالطبع ليس هناك رقابة لهيئة الأمر بالمعروف عليهم خارج الحدود ولكن من المؤكد أن هذا يحرر شهادة مصداقية للدور الكبير لرسالة الهيئة فى بلادنا. إن المطلوب من الهيئات ومن المؤسسات التربوية وأجهزة الأمن أن تشارك جميعها فى منظومة واحدة وفق استراتيجية مدروسة لتشخيص هذه الظاهرة حتى نستطيع أن نجيب على سؤال الزميل الشيحي ولكي نسير الحياة عندنا بصورة طبيعية. إطلالة عبد العزيز بن فهد: مع الموسم .. موسم الأمطار .. مع الخير والنماء عاد هذا الشهم النبيل شامخا تتسامى قامته وهامته فى كبرياء .. يرصعها حب الوطن وسمو أخلاقه ومقاصده ونظرته الفلسفية للولاء للوطن الذي يسكن داخل تلابيبه. كان غيابه كغياب الغيث الذي تشتاقه الأرض والطير والبهائم .. ليفرش الأرض عشبا وكلأ وماء يروي ظمأ الأكباد العطشى .. ولعل تلك المشاعر التي انبرت تملأ مساحات الجرائد والفضائيات والأثير.. ويبثوه حبا وشوقا لعودة الأمير النبيل وما تناقلته الصحف والأنباء عن مشاريعه الخيرية التى بادر فى تنفيذها من حفر الآبار ومن بناء مساكن خيرية أعادت للأذهان أياديه البيضاء منذ يفوعته .. إن قيمة المرء وثروته لا تساوي شيئا مذكورا إلا عندما تلامس شغاف قلوب الوطن من المحتاجين وطالبي المساعدة .. هنا تبرز قيمة المواطنة ودور صاحبها، فالناس كثيرون والأثرياء كثر ولكن أثرياء الروح والإحساس بآلام الآخرين وتلمس حاجتهم في أريحية غير موجهة ولا تستهدف بعدا يرقى بها إلى مكانة متقدمة فذلك قمة العطاء والبذل، تحية للأمير الشهم ولعل فى بادرته ما يحمل الآخرين على مجاراته والتشبه بالكرام رعاه الله ووفقه وأكثر من أمثاله، وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة