«العالم يرسم المستقبل.. دور العرب».. هذا هو عنوان المؤتمر العام التاسع لمؤسسة الفكر العربي الذي يعقد حاليا في بيروت، وقد اختارته المؤسسة بذكاء لأنها تعرف كثيرا من حقيقة الجواب على عنوان تساؤلي ضخم فيه كثير من طعم الحزن. من أراد أن يعرف شيئا من الحقيقة فإننا ننصحه بالرجوع إلى تقارير التنمية الثقافية العربية التي صدر الثالث منها خلال هذا المؤتمر، وهي تقارير خالية من شوائب التدخلات الحكومية التي تلمع المظاهر وتتلاعب بالمعلومات وتزيف الأرقام لكي تبدو الأمور جيدة وهي في أسوأ أحوالها. لقد تم إعداد التقريرين السابقين بمهنية ومنهجية عالية، ما جعلهما قادرين على كشف الواقع المزري للثقافة العربية، ولا أقول تنمية الثقافة العربية، لأنها آخر شأن تهتم به الخطط التنموية.. التقرير الثالث يبحث خمسة ملفات هي: البحث العلمي، المعلوماتية، حركة التأليف والنشر، والمشهد الإبداعي العربي، ويقدم الملف الخامس حصادا للقضايا التي انشغل بها الوطن العربي في عام 2009م.. واستحلفكم بالطريقة التي يستخدمها إخوتنا في السودان: عليكم الله اقرؤوها! مؤسسة الفكر العربي لم تكتف بالتقارير السنوية ككشف حساب، وإنما أرادت وقررت المضي في كشف عوارنا بتدشين مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات الذي يتخذ «المعرفة تسبق الرأي» شعارا له، وهو شعار في غاية الذكاء لما يحمله من تلميحات تكاد تقول إنه يجب عكس المعادلة السائدة التي ساهمت كثيرا في تخلفنا «الرأي يسبق المعرفة». نحن نقول رأينا في كل شيء، في الدين، في العلم، في الفكر، في الثقافة، في مجرات الكون وبواطن الأرض، دون أن نتوفر على القدر المعقول من المعرفة التي تؤهل لقول الرأي. من كل ذلك، فإن المؤسسة تجيب بشكل غير مباشر على دور العرب في رسم مستقبل العالم، فهل نحتاج إلى إضافة المزيد؟ بالتأكيد لا نحتاج للحديث، نحتاج فقط إلى التأمل العميق في كل ما يحدث في هذا العالم العربي المنكوب بنفسه.. مساحة جغرافية هائلة تختزن أجود وأهم الثروات الطبيعية المختلفة، وتأريخ ضارب في عمق الإنسانية، وبشر لم يجعل الله لهم أدمغة تختلف عن بقية البشر، ومع ذلك يعيش في أقصى درجات التخلف والتردي. هل الرهان على الثقافي هو مدخل للحل؟ بكل تأكيد.. وهنا نشير إلى الثقافي بمفهومه العام الشمولي، ثقافة فهم الحياة ومعنى وجود الإنسان فيها، وما يتفرع من ذلك من أدوار حتمية تجاه حاضره ومستقبله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة
