في إطار الالتزام بالأنظمة المرورية التي نناشد بها ويناشد بها جهاز المرور في وطننا الحبيب والعالم بشكل عام، يؤسفني الإشارة هنا إلى أننا نفتقر إلى تذكير قائدي المركبات بالتحلي بخصلة مهمة وهي الصبر. فعند قيادتنا لمركباتنا في الشوارع العامة نجد أن أغلب نفوس السائقين مشحونة خاصة في محافظة جدة، ناهيك عن وقوع الحوادث المرورية. وهناك أمثال عدة لعدم تحملنا بعضنا البعض منها المثال الأول: تريد التجاوز أثناء تواجدك في المسار الأوسط على الخط السريع (طريق الحرمين) ويلزمك استخدام المسار الأيسر تجد ان الذي يسير في هذا المسار لا يسمح لك بالدخول حتى وان كان بعيدا عنك وفي اعتقاده بأن المسار الأيسر ملكا له! فماذا لو تحلى بالصبر وهدأ من سرعته قليلا ليتمكن الآخرون من استخدام هذا المسار؟. مثال آخر: عند استخدامك لأي دوار ليس به إشارة ضوئية ولك احقية الأفضلية (كما هو معروف عالميا باستثناء جدة) لا تجد أحدا يسمح لك بالدخول والمرور بالطريق الا بشق الأنفس. فماذا لو تحلى بالصبر وهدأ من سرعته وأعطى الطريق حقه؟. مثال ثالث: عند محاولتك الدخول من شارع فرعي إلى شارع رئيسي لا تجد منفذا أبدا لالتصاق المركبات بعضها ببعض وحرص كل سائق في البقاء ملاصقا للمركبة التي أمامه لعدم السماح لأي أحد في الدخول أمامه. وهناك أمثلة عديدة نعلمها جميعا ونعيشها بواقعها المرير ويعيشها معنا سائقو الخدمات الإنسانية كالإسعاف مثلا والدوريات الأمنية.. الخ، وعوامل مؤثرة كثيرة فلماذا لا نغض النظر عن صغار الأمور ونعالج ما أصابنا من مرض وانتشر بنا ويبقى تهذيب النفس وتعويدها على الصبر هو الجوهرة التي بداخل كل واحد منا والسؤال كيف نحافظ على بريقها ولمعانها الذي أطفأه عدم التحلي بالصبر؟. وليد بن عيسى الرياني