في ظل قراءة ناقدة لما يحدث على ساحتنا السعودية من تبادل لأساليب غير حوارية في الرد على بعضنا بعضا، نكتشف مدى هشاشة وضعف طرقنا في النقاش والحوار. فنحن وللأسف نشخصن القضايا، ونحملها وجهات نظرنا الشخصية دون تحقيق أو تدقيق، ثم نصدرها على أنها صواب لايحتمل المناقشة، أي أننا ننظر إلى شخص المرسل للرسالة دون تفحص ومناقشة الرسالة نفسها ! مادعاني لهذا هو مايحدث الآن من تسفيه لشخصية الشيخ عادل الكلباني واتهامه في شخصه وببذاءة شديدة يترفع عنها الأمي الجاهل، دون التوقف ولو قليلا أمام رأيه الفقهي والمساءلة حوله. وما يحدث هناك نجد له أمثلة كثيرة في جميع المجالات أكاديميا أو ثقافيا، من حالات إقصاء أو تهميش لبعضنا بعضا، لنتساءل بعدها لماذا نتجه للشخصنة دائما ؟ أهي عقدة الفردية التي نعيشها في ثقافتنا العربية، والتي يترأس العمل بها شخص واحد فقط هو المسؤول دائما ؟ أم أنها تصفية حسابات تلعب الذاتية فيها دورا كبيرا ومهما ؟. ورغم أن في تراثنا العربي مايدعو دائما للتسامي بالحوار، والحرص على مناقشة الأفكار قبل الأشخاص والأشياء، إلا أننا نقع في نفس المأزق في كل تجربة جديدة، فلا أعتقد أن مقولة الشافعي ( رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ) تخفى على أحد ولكنه الهوى والميل!. وقلما ما نرى من يختلف معك يوجه نقده ولومه إلى عملك، ولكنه يتجه مباشرة إلى شخصك وسلوكك، أصلك ونسبك، توجهك الفكري، وغير ذلك ليبني عليه اختلافه معك، وليته يقف عند هذا الحد وإنما يوجهك بعد ذلك إلى عمل أو طريق آخر يناسبك، في ترد واضح لعقلية الحوار والنقاش، عندها تدعو لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن يلهمه الصبر والسلوان، وأن يعينه على المقبل من النماذج الحوارية المبهجة !!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة