في محاولة تسجل لكل من جانت اشوبون وماري شنيوز صدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية كتابان الأول يسمى (ليس سوى ممرضة) والثاني ( حكاية ممرضة ) الكتابان يستبدلان الصورة القديمة للممرضة بصورة حديثة أدق وصفا يوضح الكتابان أوجه الأنشطة المتعددة والمتباينة التي تقوم بها الممرضة في القرن الواحد والعشرين وأنه رغم التقدم الكبير الذي طرأ على العلوم الطبية وانتشار الأجهزة المتطورة الحديثة إلا أن دور الممرضة يظل في غاية الأهمية فالتقييم المستمر لحالة المريض لاستجابته للعلاج واحتياجاته الدائمة للتغيير مهمة ذكية وحساسة تنقلها الممرضة للطبيب حتى بعد أن يترك الطبيب المستشفى فحساب نبض المريض قبل إعطائه الدواء الموصوف على سبيل المثال للمصاب بالقلب قد يؤدي إلى اكتشاف أن الجرعة الموصوفة من قبل الطبيب يجب ألا تعطى مطلقا كذلك الضعف والشحوب الذي تلاحظه الممرضة في ساعات الليل المتأخرة على المريض بعد العملية قد تكون مشروعا لإصابته بنزيف داخلي أو أن المريض على وشك استقبال صدمة مما يتطلب استدعاء الجراح .. والقارئ للكتابين يجد إشارة صريحة إلى العجز الكبير الذي يعانيه سوق العمالة التمريضية في الولاياتالمتحدةالأمريكية (الدولة التي يكاد يكون لديها في كل زاوية معهد تمريض أو كلية تمريض ) والمستقبل المخيف الذي ينتظر الخدمات الصحية نتيجة لهذا العجز فهناك نصف مليون وظيفة تمريضية شاغرة في أمريكا وبحلول عام 2020م سوف تعاني 44 ولاية بما في ذلك واشنطن العاصمة من نقص فظيع الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق بعض المستشفيات بالكامل أو أقسام مهمة فيها .. تقول ديانا ميسون رئيسة مجلة التمريض الأمريكية ( إن استقطاب عمالة من دول العالم الثالث لسد العجز قد لا يكون الحل فدولة مثل الفلبين لن أستغرب إن أعلنت عاجلا أم آجلا عن قوانين صارمة تحد من هجرة العمالة التمريضية كما فعلت سنغافورة وذلك بعد أن أغلقت مائة مستشفى هناك في السنوات الخمس الماضية!!).. تقول مجلة الرابطة الطبية الأمريكية ( إنها وجدت أن معدل الوفيات يرتفع بنسبة «7%» عندما يسند للممرضة رعاية أكثر من ثلاثة مرضى في الفترة الواحدة). تقول برجتا ريبسورا رئيسة رابطة كاليفورنيا للرعاية الصحية ( إن الدراسات المتخصصة أثبتت أن العجز الكبير في مجال التمريض ليس ناتجا عن أجور العمل والتي وصلت في بعض الولايات إلى 50 دولارا في الساعة بل هو ناتج عن ساعات العمل غير المألوفة بل وغير المريحة والظروف المهنية والنفسية التي تعيشها الممرضة وكثرة القضايا المرفوعة من قبل المرضى).. أما في هولندا فقد قامت الرابطة الهولندية لأقسام الطوارئ بدراسة في ستين مستشفى ذكرت فيها (أن ثلثي أقسام الطوارئ تعاني من نقص في عدد العمالة التمريضية في الوقت الذي يشهد عدد المرضى ازديادا ملحوظا الأمر الذي يجعل الأخطاء الطبية تحدث نتيجة ضغوط العمل كما أن جودة الأداء تتأثر بذلك) وأشار «بوكسا» الناطق باسم الرابطة إلى أن ضغط العمل يمثل أحد أبرز الأسباب وراء ترك الممرضات للخدمة وذلك أن ربع الممرضات العاملات اللاتي تزيد أعمارهن على الخمسين يعتقدن أن نوع العمل هذا ليس مناسبا لهن مع اقترابهن من سن التقاعد.. أما في المملكة فمن يريد أن يعرف حقيقة وضع الممرضة لدينا فعلا فما عليه إلا الرجوع إلى ما نشرته (عرب نيوز أن لاين) عن هموم الممرضة .. أو التحدث مع الدكتورة صباح أبو زنادة رئيسة المجلس العلمي للتمريض وهي واحدة من الكفاءات الوطنية المميزة سيجد في هذا المجال أن الممرضة السعودية لم تتوقف همومها عند ساعات العمل المضنية وأنها لم تأخذ حقها الفعلي والكافي من التقدير المعنوي والمادي بل يتعدى ذلك إلى أن منا من يتعامل مع هذا المسمى على أنه لقب مخز لا ينبغي رؤيته كزوجة في أي كيان عائلي محولين بهذا التفكير الضحل مهنة التمريض من نعمة إلى تهمة ومن وردة إلى رمح مزروع في خاصرة العملية العلاجية، لقد تضخمت مشكلة ندرة الممرضة السعودية الكفء وأصبحت زائدة ملتهبة تنذر بالانفجار وبالتالي أصبحت الممرضة السعودية تعد على أصابع الشح، ولقد آن الأوان أن نناقش هذا الموضوع بصيغة المضارع فالممرضة السعودية لازالت تقاتل في أرض وعرة وتحاول التعايش مع مناخ عدائي رديء جدا وإن استطاعت الممرضة السعودية أن تقاوم حتى الآن بمرتبها المتواضع مقارنة بالمرتبات الخيالية التي تمنح لهذه الوظيفة في البلدان المتقدمة والترقيات التي تأتي ولا تأتي والحرمان من الدورات التطويرية إن استطاعت أن تقاوم كل ذلك فلأن لها سبع أرواح، ولن يصلح حال التمريض السعودي بيننا حتى نغير ما بأنفسنا ونصلح بيئة العمل فالتمريض خلطة علمية متميزة تشكل استمرار حياة الفرد منا وليس سيرا متحركا في خط إنتاج ثابت !!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة