لدي خمسة أبناء، أربعة منهم متفوقون والجميع يشهد لهم بالأخلاق الطيبة، أما خامسهم فقد شيب رأسي، كل يوم يدخل في مضاربة أو مشكلة، ومع هذا يظل من أكثر إخوانه محبة في قلبي، وربما يكون دلالي له سبب ما نحن فيه الآن، حيث أنه وأصحابه اشتبكوا مع شباب الحارة المجاورة في مضاربة قوية جدا، استخدمت فيها العصي والمطاوي، ومن يومها وهو إما في السجن أو في المحكمة، لأنه تسبب في جرح عميق في رأس أحدهم وكسر أربعة من أسنانه، وقد حاولت مع كبار الحارة تسوية الأمور بالود، لكنه رفض كما رفض والده وإخوانه والذين يطالبون بالقصاص مقابل ما أصابه، وحتى لا يكونوا مجبرين على أخذ حقهم بأيدهم، وهنا أريد أن أعرف ما شروط القصاص في مثل هذه الحالة وهل من الممكن المطالبة بالدية فقط؟ عابد الطائف يشترط في القصاص في الجروح والأطراف ما يشترط في النفس (التكليف، العمدية، العصمة، والكفاءة) وتزيد الجراح والأطراف بما يلي: أن يمكن القصاص بلا حيف، فإذا لم يكن القصاص إلا بحيف وضرر أكبر على الجاني فإن الدية تحل محل القصاص، المماثلة في الاسم والموضع، الاستواء في الصحة والكمال، تمام برء المجني عليه لاحتمال زيادة الإصابة فيما بعد وسريانها إلى أعضاء أخرى، أن ييأس من رجوع هذا العضو المجني عليه فلا قصاص في سن يرجى عودة ولا منفعة يرجى عودتها.