مثلما كان يوم 13/12/1430ه يوما تاريخيا بحق، فإن يوم أول أمس 18/12/1430ه لا يقل أهمية في تاريخنا.. يوم 13 كان يوم القرار، ويوم أول أمس يوم التنفيذ.. كان القرار شجاعا وسيكون التنفيذ شجاعا لأنه لا أحد فوق الوطن، ولا أحد مسموح له أن يقدم ضحايا مجانية من الأبرياء في سبيل ثرائه الملوث وفساد ذمته.. الأمر الملكي كان واضحا جدا لأنه استند على أكثر من نظام، منها نظام تأديب الموظفين، ونظام حماية المرافق العامة، وما حدث في جدة كان أكبر مبرر لتذكر هذين النظامين المحفوظين في الأدراج، اللذين لا يتذكرهما أحد ولا يعبأ بهما أحد. نظام تأديب الموظفين لم يستثن أحدا كنظام، ولم يقل بأن هناك أشخاصا فوق الأنظمة.. التجاوز هو الذي سمح بالاستثناءات بين طبقة المتجاوزين بمختلف مستوياتهم، فعندما لا يحاسب المتجاوز الكبير فمن باب أولى أنه لن يهتم أحد بالمتجاوز الصغير، ليصبح النظام مجرد حبر باهت على الورق. من تسببوا في كارثة جدة أقل ما يجب أن يواجهوه تهمة إزهاق الأرواح بسبب إساءة استخدام السلطة واستغلال النفوذ الوظيفي من أجل الاستيلاء على المال العام بأي شكل، أو إهداره دون وجه حق.. ويوم أمس هو اليوم الجديد في تاريخنا، اليوم الذي أشرقت شمسه لتتبين لنا قريبا الوجوه المشوهة والنفوس المريضة التي جلبت الكوارث للناس. لقد مرت علينا فترة طويلة نشأت خلالها طبقات مارست كل أشكال التجاوز العلني غير آبهة بأحد، يأتي الواحد منهم لا يملك من حطام الدنيا شيئا، وبعد فترة قصيرة يخرج على الملأ بكل مظاهر الثراء الفاحش وهو ما زال على رأس الوظيفة العامة، وأما بعد أن يغادرها مكرما معززا فإن البذخ يزداد ويخرج كل ما كان خافيا.. تحولت هذه الممارسة إلى ظاهرة تميزنا بها عن بقية الأمم دون خجل أو حياء من الضحايا، ومن أجيالنا القادمة التي لن تسامحنا أبدا على ما فعلناه بالوطن. نريد كل المذنبين دون استثناء، كما نص الأمر الملكي، نريد أن نرى صورهم وأسماءهم قريبا بعد أن يكون تاريخ 13/12/1430ه قد أسس لمرحلة التصحيح والإصلاح الحقيقي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة