أمير جازان يرعى حفل تخريج أكثر من 2000 خريج وخريجة من كليات التّقنية والمعاهد بالمنطقة    انعقاد الاجتماع الوزاري حول جهود تنفيذ حل الدولتين بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من رئيس السنغال    بَدْء التسجيل العقاري ل18 حياً بالرياض ومكة    تفقد خطط واستعدادات قطاع المياه لموسم حج 1445 ه    تعيين أول سفير سعودي لدى سوريا منذ 2012    إسرائيل تضع العقبات أمام مفاوضات تبادل الأسرى    مشاريع تنموية ب14.7 مليار ريال في مكة    الجمعة نهائي أغلى الكؤوس في جدة    غدًا.. 9 مواجهات في ختام دوري روشن    الملك وولي العهد يهنئان عددا من الدول    إزالة 4 مزارع تُسقى بمياه الصرف بمكة    21 موقعا للأحوال المدنية المتنقلة    السعوديات إخلاص وتميُّز بخدمة الحجاج    الجلاجل يشارك في اجتماعات جنيف    انطلاق أعمال المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في الجزائر    سمو أمير تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة الثامنة عشرة لطلاب وطالبات جامعة تبوك    تعليم الطائف يدعو للتسجيل في خدمة النقل المدرسي    توقيع اتفاقية بين سجون الشرقية وجمعية السكر السعودية    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم"    ووكر : السيتي لم يخسر كأس الاتحاد الإنجليزي بسبب الاحتفالات    غدا.. أول تعامد للشمس على الكعبة خلال العام الجاري    مبابي: سأرحل مرفوع الرأس    تعاون لإحياء المواقع التراثية بالمملكة    الدكتور الربيعة يلتقي وزير الصحة العامة والسكان اليمني    إيداع 978 مليوناً دفعة مايو لمستفيدي سكني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بغزة إلى 35984    طلائع حجيج طاجيكستان يغادرون إلى مكة    نائب أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة    إزالة "سن مطمور" اغلق مجرى تنفس لمريضة بعنيزة    دراسة: مزودي خدمات الاتصالات يثقون بقدرة الذكاء الاصطناعي على رفع كفاءة تشغيل الشبكات بنسبة تتجاوز 40٪    مشرفو الحملات الإندونيسية: مبادرة "طريق مكة" طاقات بشرية وفنية سعودية من أجل راحة حجاج بيت الله    رحيمي يرد على انتقاله إلى دوري روشن السعودي    القبض على 3 وافدين بتأشيرة زيارة لترويجهم حملات حج وهمية    أمانة القصيم تركب لوحات قاعة الأمير بدر بن عبدالمحسن    لقاء أمير منطقة حائل مع أكبر خريجة في جامعة حائل يجد تفاعلاً واسعاً    جمعية البر بالشرقية تتأهب للتميز الأوربي    "الداخلية" تقيم المعرض المتنقل "لا حج بلا تصريح" بالرياض    رياح نشطة على أجزاء من الشرقية والرياض    إصدار كتاب حول الأحداث البارزة لمنتدى التعاون الصيني- العربي على مدى ال20 عاما    إسرائيل.. استعمارية حاقدة    «عيادات دله» تسعى لتقديم خدمات طبية بجودة عالية لأفراد الأسرة وطب الأسرة: رعاية وقائية وعلاجية بالقرب منك    تعاون وتنسيق بين الشورى السعودي والبرلمان الكوسوفي    أمير تبوك يرعى حفل تكريم خريجي مدارس الملك عبد العزيز    الديب: 5 عوامل وراء رفع تصنيف السعودية الائتماني    زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب قبالة أرخبيل فانواتو    «مجرم» يتقمص شخصية عامل نظافة ل20 عاماً    ارتفاع الصادرات غير البترولية    مدرب الأهلي المصري: لا نفكر في كأس العالم للأندية    حلقة نقاش عن استعدادات "رئاسة الهيئة" لموسم الحج    يطلق عروسه بسبب لون عينيها    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج دورة الضباط الجامعيين    أكد حرص القيادة على راحة الحجاج.. أمير الشمالية يتفقّد الخدمات في« جديدة عرعر»    عفوا.. «ميكروفون الحارس يزعجنا» !    رمز الضيافة العربية    عرض فيلم " نورة " في مهرجان كان    ولي العهد يعزي محمد مخبر هاتفياً في وفاة رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما    «سكوبس» العالمية تصنف مجلة «الهندسة» بجامعة الملك خالد ضمن قواعدها العلمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الحب» رؤية حضارية تعزز جودة الحياة
نشر في عكاظ يوم 15 - 02 - 2024

الحب قديم خُلق مع آدم عندما أخرج الله له من ضلعه ومن أجله من هي أجمل وأروع وأحن (أنثاه) الشريكة له في حضنه وحلمه والمؤنسة له في وحدته وأيام شدته ليعلمه الله وأبناءه من بعده أن الجنة أياً كانت بلا حواء ناقصة وأن المرأة رحمة الله الخالصة.
تنشق آدم عبير حواء بعمق ولم يطلقه زفيراً بل تركه بين حنايا ضلوعه ليورثه لأبنائه من بعده.
تعددت الروايات وتصادمت عن يوم الحب وأساسه فلا داعي لاستدعائها والحكم عليها فهي روايات مضطربة فلا نستطيع الحكم بتحريمها وتجريم فاعلها، فتقيّد «الحب» في هذا المقام، إنما هو تضييق واسع مثل ما فعل البعض في زمن غفلة مضى قبع رهيناً عند هذه «المحطة»، حاملاً معوله يهدم مقاعد العشاق، ويقتلع زهور الحبّ الحمراء، ويصب على المحبين حمماً من خُطب جوفاء. لا طاقة به إلى أن ينظر للحب بوصفه طاقة تحليق في نوافذ عديدة، وليس نافذة واحدة، ولفتح عينيه في ملكوته الواسع، عندها لن يكون في قلبه مكان لغير الحب سيكون رفيقاً بالعصاة، عطوفاً على الجناة، تسيل دمعته شفقة عليهم، ولن يعلو صوته تشنيعاً وتعنيفاً لهم. فالحب يصنع المعجزات، فزمن تهمة اللون الأحمر في يوم 14 فبراير ومحاربته ومطاردة عشاقه والتضييق عليهم وربطه بالعقيدة والدين ذهب إلى غير رجعة وطواه النسيان وعبرت من فوقه رؤية طموحة هي خير وأبقى لأنها تنفع الناس وتعمر الأرض، فالحب المحتفى به في مثل هذا اليوم هو جوهر لعاطفة إنسانية جياشة لا تقف أمام عظمتها وأثرها وردة حمراء.
الحبّ أمره عجيب فهو يسري في مسارب الرّوح الشفيفة، يمسك بأعنّتها، ويقود خطاها في مسالك الحنين، والشّوق المتلاف، تتقافز في دواخلها نزعة الإفصاح عمّا فاض في حناياها من شعور يبحث عن لسان مُفصح، وإعلان يبث الفرحة في ربوع القلوب، وأفياء النفوس الظمأى، الحب تراث إنساني عبرت عنه العديد من المرويات الثقافية منذ إنسان النياندريال مروراً بتطور البشرية فهناك المعلقات السبع على الكعبة المشرفة وهناك أسواق الشعر التي لا تبدأ إلا بذكر العشق والتغزل في المرأة، وقد وقر فقهاء الإسلام الحب وقدروه مثل الجاحظ والتوحيدي وابن حزم وغيرهم وأسفارهم حاضرة تشهد عليهم.
وللحب مواثيق وعهود تزجر النفس، وتمسك الروح عن مغامرة الافتضاح، فإذا الصراع في النفس يحتدم، وإذا المقاومة تخفت حيناً وتعلو في أخرى، فمن الحب ما قتل، فالكتمان يذهب من المحبّين مذاهب شتى، وطرائق قدداً، فثمة من يطوي على الهوى نفساً، ومنهم من يصرح حتى ولو لقي حتفه، ومنهم من ذاب تولّهاً، وقضى صبابة، فكان الموت طريق الخلاص من تلك الأوصاب، لذا قيل في الأثر من عشق فعف فمات مات شهيداً.
الحب يغير حتى من كيمياء الروح، ويعيد ترتيب روح المحب وفق مزاجه الخاص، وتعمد إلى الفيزياء من حولها فتجعل منافذ الخروج هي مداخله للمحب حين يبشّر بالوصل، ويمنّى باللقاء الموعود.
إنّه الحب الفيّاض، الذي يسع النّاس ألفة، ويغمرهم وداً، ويحيل قفر أرواحهم مروجاً خضراً يانعات بغيته الجمال، ورسالته الإيلاف، وسبيله الإيناع في كل قلب بما يصلح شائكه، وينير بصيرته، ويهذّب طبائعه.
ننادي بها رسالة للحياة دحراً للعبوس القمطرير، وإرساءً لمبدأ الطمأنينة والأمان، فمن أحب وبودل بالحبّ أمن وآمن غيره، فما خسر الأولون بالحب، وإنما ضاعوا بسبب الكراهية والحقد. ادخلوا إلى حرم الحب بكل طاقة الحياة، واستقبلوه بكل بشاشة النفس، فما دام الموت محتوماً علينا فليكن في سبيل الحب، وفي طريقه الجميل.
أيامنا موحشة موحش فيها الحزن حين يكون يتيم أفراحنا وقاسية هي الأفراح التى لا تدوم، سنعلي من راية هذا الحب ما حيينا، وسنذكره في معرض الاعتبار وتقويم الفؤاد على درب المحبة المطلقة، ففيه يكمن سر الحياة، وجوهر الخلود الأبدي، محبة تريك في كل شيء جمالاً يقودك إلى التسليم المطلق. محبة تسيل الدمع رفقاً، وتذيب القلب وجداً بشغف فوّار، ونبض وثّاب حتى لو نأى المحبوب أو هجّر فالألم المتولد عن الحب ونار الهجر يبقى خيراً من افتقاد الحب.
إنها رحلة بلا نهاية، ومقصد بلا إدراك، وسعي متصل ما دام الحياة موطن الكدح والعنت، والسعي الضارب وتداً في القلب ولكن لا محيد عن الرحلة، ولا عنها مفر، فليستعد كل قلب لعبورها بما أوتي من طاقة الاحتمال، ومحركات الصبر، «بالحب وحده أنت غالي علي، بالحب وحده أنت ضي عنيا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.