لربما كثرة الضغوطات تولد في نفس الإنسان عدم المبالغة في أشياء كثيرة سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي. ولو نظرنا لأنفسنا لوجدنا أن الكثير منا بعد عدة صدمات وبفعل الضغوطات أصبح يميل للعزلة، والبعض أصبح يميل للضحك والهزل في حياته، والبعض لم يعد يصدق من حوله؟! أحيانا نقف لحظة صمت!! ولكننا لا نطرح الأسئلة على أنفسنا ولا نحاورها الحوار العقلاني الصحيح الذي يخرجنا من الظلمات إلى النور!! وإذا طرحنا الأسئلة يرى البعض أن أفعاله هي الصحيحة وأنه الصادق المظلوم! وذلك يعد من الأخطاء التي نقع فيها كثيرا. يجب على الإنسان محاسبة نفسه ليس فقط حول ما يزعجها من الأشخاص الذين خذلوا حبه واهتمامه وظلموه وأخذوا حقه وقطعوا رزقه! والمواقف التي تقتل كل شيء جميل في حياته ! بل حتى في طيبته وكثرة عطائه وتنازله وعلى حساب وقته ونبضات قلبه وفكره رغم أنه لا شيء يستحق أن ترهق نفسك من أجله. لا أحد يستحق هدر وقتك وجهدك وفكرك وعطائك، فلا تكرر الأخطاء مع أشخاص هم صورة حية من الشيطان، وسابق الريح في اتخاذ قراراتك للتغيير للأفضل وعد أدراجك لتنطلق من نقطة النهاية وتفتح صفحة جديدة لبدء مرحلة جديدة !! ستجد من تتكرر صورته في حياتك في أشخاص آخرين ولكن بيدك القرار حين تكون ممتلئا بالدروس والمفاهيم الصحيحة التي تجعلك ترد السلام فقط.. حالة من الذهول تنتابني عندما يستمر شخص في تعذيب نفسه... وكان بإمكانه أن يحب ذاته ويطلق السعادة من داخله وأن يقدر روحه وجسده ويتأكد أن وجدانه يفيض حبا وعطاء لكنه إذا أهدر طاقاته مع الأشخاص الخطأ والمكان الخطأ سيكون هو المتضرر والضحية... علينا أن نتعلم كيف نتخلى عن الأشياء بدون ندم ولا رجوع.. ونتعلم كيف نفلت أيدينا من العلاقات الخطأ! ومهما اختلفت فصولنا لا يؤثر ذلك في أنفسنا لأننا شبعنا وأصبحت لدينا تخمة من التجارب والمواقف. لعلنا نجعل من المنطقة الرمادية في حياتنا حديقة غناء مليئة بجمال ما وهبنا الله والألوان كثيرة ومتعددة ومدهشة.. ولنا الاختيار..