مكيال يفيض بالإنسانية والتواضع والوفاء.. متحدث ملهم ومستمع راقٍ.. يحبذ المختصر فيما يعرض عليه دون تكلّف وتنميق.. لا يرنو للتصفيق وبريق مظاهر «البروتوكول».. يَوَدُّ بريق النجاح وجودة العمل والإنجاز المتقن.. هو صاحب «اللاءات» الثلاث الشهيرة (لا أقبل الخلل في التصميم.. لا أقبل الخلل في الإشراف.. لا أقبل الخلل في التنفيذ).. ذلك هو أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز. رجل لم يأذن لذاته بالتثاؤب.. صادق الوعد إذ يقول: إذا حضرت في موعدك فأنت متأخر.. لا يقبل المجاملة ومحسنات الكلام، عندما يتعلق الأمر بشيء من حقوق المواطن أو إهمال أو شبهة فساد. في مجلسه يصافحك الاهتمام البالغ بقضاء حوائج الناس قبل يده.. وفي لقائه المتلفز ببرنامج «بودكاست سقراط» تحدث عن كل المشاريع الآنية والمستقبلية بلغة إحصائية بدقة وإلمام وذاكرة أرقام ذهبية.. يسابق الزمن لخدمة المنطقة وإنجاز خططها التنموية العملاقة وتوفير الخدمات بجودة عالية للمواطن إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. تنقل في طول منطقة عسير وعرضها بين اجتماع ومتابعة مشروع أو زيارة مصلحة حكومية أو عيادة مواطن مريض أو مواساة في مصاب.. أغلق الكثير من الملفات الخلافية المزمنة بحكمة وتواضع رفيع.. أمر بربط إجراءات ديات قضايا الدم بلجنة الإصلاح في الإمارة بعيداً عن المتاجرة والمغالاة.. مواقفه الإنسانية والنبيلة كثيرة. أختم بذكر موقف واحد: حينما حضر إليه مواطن بابنته المريضة يلتمس علاجها في الرياض أمر بسفرها ووالدها معه على طائرته للرياض وأوصلها شخصياً لوزير الصحة.. هذا الموقف النبيل ترجمةً لنهج قيادة مملكة الإنسانية ورقم قياسي في مكارم الأخلاق لأمير كريم من نسل كرام. ذلك هو المواطن الذي حفلت سيرته بالإنجاز خدمة لوطنه وقيادته.. وذلك هو الجندي القادم من ميادين الالتزام والعمل والمسؤوليات.. تخرج طياراً بمنظومة وزارة الدفاع.. وتسنّم الرتب العسكرية إلى رتبة «عميد طيار ركن».
