في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي ودّع العالم والعرب والمسلمون أمير دولة الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الصباح إثر 16 عاماً من تولي دفة الحكم في البلاد، وما يزيد على 50 عاماً من الدبلوماسية الخارجية، ويعيد حلول شهر رمضان إلى الأذهان شخصية الحكيم المخضرم عميد التوازنات العربية، الذي تمثّل العمادة الدبلوماسية العربية بحكمته وبعد نظره في التعامل مع الدول البلدان الأخرى، وعرفت الأوساط الدولية والمحلية مبادراته التي لازمته حتى آخر أيامه واستحق تكريمه من الأممالمتحدة ومنحه لقب «قائد إنساني»، ليكون أول قائد عربي يتم الاحتفاء به لجهوده في المجال الإنساني والتنموي، وتحفل سيرته بجهود بارزة على مدى 65 عاماً قضاها في خدمة بلاده ودافع عن القضايا الإنسانية وجهود السلام حول العالم. ولد الشيخ صباح الأحمد الصباح في مدينة الجهراء عام 1929، وهو الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح، وتلقى تعليمه في مدرسة المباركية بالكويت، وأوفده والده إلى الخارج للدراسة واكتساب الخبرات. عُرف فقيد الخليج والعرب والعالم بمبادراته وأسهم عام 1972 في إبرام اتفاق السلام بين شطري اليمن لوقف الحرب الأهلية بينهما. وفي عام 1980 تولى وساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن لتخفيف حدة التوتر بينهما، وتبرع في نوفمبر2007 في القمة الثالثة لمنظمة أوبك التي عقدت في الرياض بمبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي. وافته المنية في الولاياتالمتحدة عن (91 عاماً) أثناء استكمال علاجه منذ 23 يوليو إثر عملية جراحية أجراها في بلاده، ليترك إرثاً كبيراً من الإنسانية والحكمة والذِكْر الحسن.