تعود الذكريات في رمضان بعلي سعيد قشاط مع بداية الصيام إلى عام 1376 هجرية، حيث يقول: كنت أدرس في مدرسة بني ظبيان في قرية عراء بمنطقة الباحة وكان عمري آنذاك 8 أعوام تقريباً، وكان شهر رمضان الكريم في تلك الأعوام بارداً، وكنا نداوم من قرية الطرفين في وادي العلي وننطلق بعد صلاة الفجر مشياً على الأقدام حتى نكون في المدرسة في الوقت المحدد، وأحياناً يكون الجو ممطراً، وكثير من الأحيان «ضباب» وأغلبنا صائمون، وكان أساتذتنا -رحمهم الله- يستفسرون عن الصائم، وكان الجميع يرفعون أياديهم معلنين صيامهم، وكنت أنا من المفطرين فلا أرفع يدي، وكان الأساتذة يسمحون للصائمين بالخروج مبكراً قبل انتهاء الحصص والعودة للمنازل عدا المفطرين، وكنت واحداً من المتأخرين، فكنا نندم أننا لم ندع صيامنا لنغادر المدرسة مبكرين مع الصائمين قبل انتهاء الحصص، لكنني قررت أخيراً التحامل على نفسي والصوم، حتى أظفر بالخروج والعودة للبيت مبكراً، كما كنا نسعد بالفطور في المساجد لكي نحصل على حصة صغيرة من تمر البصرة الذي كان يأتي في (عدل) أكياس مغلفة، وكانت تلك الأيام من أجمل أيام عمري.