الواقع المعاش يقبض على لحظات مدهشة لكي ينبه الناس إلى أي مدى وصلوا في إنسانيتهم. ولأن الناس يقفون على جرف هاوية من الحروب والعداء والتنابذ؛ التنابذ في كل شيء قوة وعرقاً وديناً ومذهباً، ولم يكن يوماً ما خالياً من ذلك التنابذ، وفي نفس الوقت يومياً هناك فعل أو قول يجذب الناس إلى جمال التسامح وصفاء الإنسان أن تخلص من مضغة فاسدة تقوم على رؤية الإنسان كما خلقه الله من نفس واحدة أي أنه -في الأصل- محب.. وأكثر من يجسد الحب الصافي هم الأطفال، إذ يكون خالياً من التلوث الذي لم يدخل إلى دائرته بعد. وفي صباح هذا اليوم أرسل إلي أخي وصديقي العزيز علي مكي (أبو مشعل) رسالة من خلال (الواتساب)؛ رسالة تجسد لحظة من لحظات الدهشة التي تنبه الإنسان لصدق الحب وخلو الأطفال من التلوث الذي نحيا به.. سأكتفي بنشر الرسالة ولفتح كل منا أبوابه للتسامح. تقول صاحبة الصورة: أخبرني ابني مساء أمس أن صديقاً له في الفصل يشبهه وأنه سيحتفل بيوم التوائم برفقته، أخبرني كيف أنه يشبهه في لون عيونه وشعره، وأصر على أنهما متطابقان تماماً.. بعد أن أخذته إلى سريره لينام، خرجت إلى السوق في تمام التاسعة مساء لأشتري له ولصديقه طقم ملابس متشابهاً ليلبساه احتفالاً بيوم التوائم. في اليوم التالي أرسل لي أستاذهما هذه الصورة التي جعلت قلبي يذوب، فمن الواضح جداً أن الطفلين لا يتشابهان في شيء، ولكن وعلى الرغم من ذلك فطفلي (مايلز) لم يرَ تلك الاختلافات البارزة.. ألن يصير العالم مكاناً رائعاً حين نبصره بعيون طفلين في الخامسة من عمرهما؟. [email protected]