للزمن قانونه الخاص، وللوقت تحولاته المدهشة، وكل ما حولنا يتغير ويتحول في ظل قانون كوني تملكك الرغبة في إيقافه حيناً وتسريعه أحياناً أخرى، وأزعم أن الحب ذلك الشيء الهلامي اللزج الملتصق بأرواحنا أشد الرغبات تغييراً لمساراته، فهو كالماء يأخذ شكل الإناء الموضوع به! وحديثنا اليوم عن تلك الآنية المتحولة! أستميحكم عذراً في استعارة عنوان رائعة جابرييل ماركيز «الحب في زمن الكوليرا» عنواناً لمقالي وإن اختلف الوباء! فإن كتب ماركيز عن الحب الخالد في روايته التي بسببها حاز على نوبل، فقد كتب عن الحب بوصفه قيمة في الحياة، كتب عن ذلك الحب الذي يقاوم ويبقى برغم الحرب والمرض والحجر والقسوة. ذهبت الكوليرا ووصلنا إلى كورونا في عصرنا فهل بقي الحب ذات الحب؟ الذي قال عنه ماركيز «إن هذا الحب في كل زمان وفي كل مكان، ولكنه يشتد كثافة كلما اقترب من الموت»! دفعني لهذا السؤال إصرار الصينيين وبلدهم معقل الوباء ما زالوا مصرين على الحياة وبحب تجدهم يعيشون الأفراح مقنعين، يحضنون بعضهم متخفين خلف أقنعة حتى لا تهاجمهم كورونا ولكن «فايروس الحب» باقٍ لا علاج له، فهل يستطيع الحب مقارعة الوباء؟ لنذهب بعيداً عن الصين ونتجول حولنا ولنسأل ذات السؤال: هل تغير الحب في زمن المشاهير؟! الوباء الذي أُبتلينا به! والذي أصبح بوجودهم بيننا كل شيء عرضة للتسويق والإعلان، والسعر مرهون بعدد المتابعين الذين أصبحوا مجرد أرقام فقط! هل أصبحت الحبيبة تنتظر كلمة لترضى أو أغنية «ابعتذر» لتعلن عن فراق أبدي؟! هل أصبح الحب سلعة لمن يدفع أكثر؟! أم ما زال هناك بصيص من أمل للوفاء بوعد أو للحظة عابرة في زمان عابر؟! * كاتبة سعودية monaalmaliki@