مثلت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل من باكستان والهند والصين لفتة بالغة الأهمية للدور الذي يجب أن تنهض به العلاقات بين السعودية ودول الشرق، حيث آسيا ومخزونها الهائل بشريا واقتصاديا وعسكريا. ولم تكن الحفاوة التي استُقبل بها الأمير محمد بن سلمان خلال هذه الزيارة من قيادات الدول الثلاث وشعوبها، إلا تأكيدا لما تمثله المملكة العربية السعودية وقيادتها من ثقل ومكانة عالية على الأصعدة كافة، وتعبيرا عما تكنه هذه الكيانات الكبيرة من احترام وتقدير لولي العهد، ورؤيته الطموحة لتغيير الوجهة الاقتصادية للسعودية والمنطقة. وجاءت الاتفاقات ومذكرات التفاهم العديدة التي تم التوقيع عليها بين المملكة وكل من الدول الثلاث خلال الزيارة، إثباتا للنظرة البعيدة التي تتطلع بها القيادة السعودية للمستقبل من خلال سياسة تنويع الخيارات الإستراتيجية وعدم الاعتماد على الغرب كقوة وحيدة يمكن الاتكاء عليها في ظل ظروف التقلبات والحسابات الخاطئة التي تجتاح عواصم العالم بين فترة وأخرى. ويكفي أن الدول الأضخم سكانيا وعسكريا واقتصاديا على صعيد آسيا التي زارها ولي العهد هي الأقرب جغرافيا، والأسهل نفوذا إلى أسواقها، في ظل طريق الحرير الذي سيعيد رسم خريطة العالم اقتصاديا. لذلك كانت هذه الزيارة موفقة وفي توقيتها المناسب، وستكون نتائجها باهرة في المستقبل القريب.