تأتي زيارة ولي العهد السعودي لباكستان، بعد أكثر من شهرين من الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها، ضمن جولاتهما الآسيوية. ويرى الباكستانيون أن هاتين الزيارتين من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تشيران إلى ما تكنه المملكة العربية السعودية لباكستان، وإلى عمق العلاقات بين البلدين، وحرص القيادة في الدولتين على التشاور معاً في مواجهة الأحداث التي تعصف بالمنطقة، وتؤثر في الدولتين. وفي هذا السياق، أشار زير الخارجية الباكستاني السابق أكرم زكي، في حديثه إلى"الحياة"أمس، إلى أن التعاون بين البلدين مستمر، وأن الزيارات متواصلة بينهما، وتحديداً حينما تواجه المنطقة أحداثاً تؤثر في الدولتين. وأضاف القول:"فما تواجهه إيران من أزمة حالياً بسبب مشروعها النووي، وما يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة من توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، سيلقي بظلاله على المملكة وباكستان"، وبينما أكد أكرم زكي حق إيران القانوني، وبحسب القانون الدولي، في تخصيب اليورانيوم واستخدامه في الأغراض السلمية، فإنه دعا القيادة الإيرانية، وكذلك المجموعة الغربية الاتحاد الأوروبي وأميركا إلى التعقل، وعدم القيام بفرض عقوبات على إيران، أو توجيه ضربة عسكرية لها. السفير السعودي في باكستان علي عواض العسيري، وفي معرض حديثه عن زيارة ولي العهد السعودي، أشار إلى عمق العلاقات بين باكستان والمملكة العربية السعودية، وأن زيارة ولي العهد لن تشهد توقيع أي اتفاقات جديدة، وإنما تفعيل العمل بالاتفاقات الخمس التي أبرمتها المملكة وباكستان في شباط فبراير الماضي، على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين للعاصمة الباكستانيةإسلام أباد، وشهدت زيارته استقبالاً لم تشهده إسلام أباد لأي زائر آخر من قبل. وأشار السفير عسيري إلى تنامي الاستثمارات السعودية في باكستان، حيث اشترت مجموعة سعودية شركة الكهرباء في مدينة كراتشي، إضافة إلى تمكن مجموعة سعودية أخرى، بالتعاون مع عدد من الشركات، من شراء شركة الحديد والصلب الباكستانية، بمئات ملايين الدولارات. وفي هذا السياق، يصف وكيل وزارة الخارجية الأسبق تنوير أحمد خان زيارة ولي العهد السعودي لباكستان، بأنها تندرج في إطار ما بدأه خادم الحرمين الشريفين من سياسة انفتاح اقتصادي وسياسي، على كل الجهات الفاعلة في العالم وسياساته، مشيراً إلى أن الملك عبدالله زار الصين والهند وباكستان وماليزيا، كما أن ولي العهد الأمير سلطان زار كلاً من اليابان وسنغافورة، وحالياً باكستان، وهي دول مهمة ذات شراكة اقتصادية مع المملكة العربية السعودية، وأن الزيارة الحالية لولي العهد السعودي لباكستان تهدف إلى تدعيم التعاون الاقتصادي بين الدولتين، وفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين، بما يخدم مصلحة الشعبين.