يا رجال العلم والحلم ورجحاء العقل والفهم يا علماء الأمة ويافقهاء المجتمع وعظماء التاريخ يا من نشرتم سماحة الإسلام بأفعالكم قبل أقوالكم وعلمتم الناس تعاليم دينهم بأخلاقكم وفقهتم البشرية بكتاب ربهم وسنة رسولهم بتواضعكم وحلمكم فكنتم خير سفراء للأنبياء ففزتم بخيري الدنيا والآخرة وأتتكم الدنيا راغمة فأزحتموها عنكم بكلتا يديكم وصحتم بأعلى صوتكم إليك عنا يا دنيا ورتقيتم بالرفيق الأعلى فهنيئاً لكم ما أخترتم ويا حسرتنا نحن ما أخترنا فشتان بين الآخرة والأولى ومن هؤلاء اللذين نتذكرهم أيها ألأخوة والأخوات بهذا الشهر المبارك فتفيض أعيننا من الدمع لفراقهم ليس والله لأجل علمهم فقط بل لما يحملونه في قلوبهم من رحمة وعفو وتسامح ولما يتميزون به عن غيرهم من رجاحة للعقل والبصر والبصيره والنظرة الصائبة للمستقبل وأناة وفهم للواقع ولما يحملونه كذلك بين جنباتهم المباركة من أخلاق الأنبياء وتواضعهم وصبرهم لذلك ذاع صيتهم بين الخلق ونزلت محبتهم بقلوبهم فكانوا بحق نوادر عصرهم وفقهاء زمانهم والعظماء بأفعالهم نحسبهم كذلك والله حسيبهم ومنهم الشيخ الإمام والعلامة الزاهد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله والشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والشيخ الفقيه العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله والشيخ محمد بن جماح مؤسس المدرسة السلفية ببلجرشي رحمه الله تذكرتهم فتساقطت أدمعي حارة بربك كيف كانوا علماء الأعلام متواضعين وكبار زاهدين عما في أيدي الناس يقفون لأصحاب الحاجات ؛ وللصغير قبل الكبير ؛ ويكرمون الضعفاء والفقراء ؛ويطعمون الطعام على حبه مسكينآ ويتيماً وأسيرا ، لا لشيء إلا إنهم يخافون يومآ كان شره مستطيرآ لأن قلوبهم ملئت بالرحمة والسماحة والعفو عن الناس فتاريخهم واماكن آثارهم تشهد بذلك ونحن شهود الله في أرضه والملائكة في سمائه فوداعاً أيها العلماء العظماء الكرماء وإن الله نلتقي بكم وبنبينا عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في مقعد صدق عند مليك مقتدر *وصلى الله على خير من وطئت قدميه الثرى وآله وصحبه أجمعين*