تسهم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في تطوير الخطط الوقائية وإعداد البرامج التأهيلية للمتعافين فمنذ تأسيسها عام 1405 ه تعمل على تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة لمكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي بأضرار استعمال المؤثرات العقلية. ويندرج ضمن أهداف اللجنة تعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع ومؤسساته في مجال مكافحة المخدرات، وتطوير برامج الدعم الذاتي للمتعافين من الإدمان على المخدرات وأسرهم، والإسهام في البرامج التأهيلية لهم، ودعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال . وأوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء خليفة بن علي الخليفة أن اهتمام الدولة - رعاها الله - بهذا الشأن يتضح من كون اللجنة شُكلت برئاسة سمو وزير الداخلية، وعضوية عدد من أصحاب المعالي في الوزارات ذات العلاقة ،مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات الصادرة بقرار من مجلس الوزراء، تتضمن سبع غايات في مقدمتها: تطوير الخطط الوقائية لمختلف الجهات، وتضمين مناهج التعليم موضوعات عن أضرار المخدرات، وتطوير خطط برامج التأهيل؛ وإعادة الدمج للمتعافين، وتفعيل التعاون الثنائي، والإقليمي، والدولي، في مجال مكافحة المخدرات ،كذلك الإسهام في المجال العلمي للحد من مشكلة تعاطي المخدرات من خلال دعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة؛ ودعم المهتمين والمختصين وتوجيههم لعمل الدراسات والبحوث في مجال مكافحة المخدرات كونها أحد أهم أهداف اللجنة الوطنية، والنظر لهذا الجانب كمحور أساس لا غنى عنه لصنع السياسات والاستراتيجيات والأنظمة والبرامج وتطويرها. وقال الأمين العام للجنة: "إنه بفضل الله، ثم بدعم قيادتنا الرشيدة، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتعاون القطاعات المعنية، تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الوطنية المختلفة، مثل تنظيم رحلات للمتعافين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة برعاية واهتمام بالغ، وإجراء عدد من البحوث والدراسات، وتطوير البرامج التوعوية الوقائية في مختلف الجهات وخاصة التعليمية، والإسهام في تخطيط وتطوير وسائل المكافحة الأمنية والوقائية " . وأكد حرص أمانة اللجنة على بناء القدرات والمهارات، وتدريب المشرفين والمتخصصين في العديد من القطاعات الشريكة، وتبني الدبلوم العالي للوقاية من المخدرات في بعض الجامعات السعودية، المعتمد من وزارة الخدمة المدنية، واعتماد برنامج الزمالة في طب الإدمان من قبل هيئة التخصصات الصحية، مبيناً أن الأمانة استثمرت ضمن خططها في مواجهة آفة المخدرات أحد أهم الاتفاقيات بالتعاون مع الشركة الوطنية للصناعات الأساسية " سابك " في برنامج الوقاية من المخدرات " نبراس ". وبين اللواء الخليفة أن خدمات مركز الاستشارات باللجنة تشمل المتعاطي وأسرته وبسرية تامة كذلك الأسر بشرح كيفية التعامل مع المدمن لاحتوائه وعلاجه؛ حيث يقوم المتخصصون من الجنسين بتقديم المشورة والتوجيه لكل حالة بما يناسبها وبما يتوافق مع طبيعة المشكلة من خلال الاتصال بالرقم 1955، أو موقع اللجنة على شبكة الإنترنت،مفيداً أن المركز يسهم في تصحيح الأفكار الخاطئة لدى المدمنين أو أسرهم تجاه العملية العلاجية؛ ومساعدة الأسر على فهم ما يعانيه المتعافي وسبل حمايته من الانتكاسة. وأكد أن أمانة اللجنة وبتوجيه من سمو وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، تمر بمرحلة تحول جذري نحو تطوير العمل ومواكبة المستجدات وفق منهجية علمية مؤسسية تتفق مع رؤية المملكة 2030 وتتبنى في مواجهتها لمشكلة المخدرات منهجية علمية وعملية للتعامل مع تحدياتها وصعوباتها من خلال دراستها وتحليلها، وتحديد أسباب حدوثها، ووضع الخطط المناسبة للحدّ منها، في حين ترحب بالأفكار والمقترحات النوعية في مجال مكافحة المخدرات والوقاية منها من قبل المتخصصين وأفراد المجتمع. وشدد اللواء الخليفة على دور الإعلام كشريك رئيس لتحقيق أهداف مكافحة المخدرات، وأهميته في التوعية والتأثير والإسهام بشكل فاعل ، مشيراً إلى ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بتقديم محتوى توعوي بطرق احترافية يتوافق مع خصائص الفئات المستهدفة.