كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، عن موافقة الحكومة الاسرائيلية لما يسمى منظمات الهيكل، من إقامة طقوس قرابين "الفصح" في منطقة "القصور الأموية" الملاصقة للمسجد الأقصى، في خطوة تصعيدية تستهدف تهويد المسجد الأقصى. وقالت صحيفة " هآرتس" العبرية الصادرة اليوم: إن هذه الجماعات توجهت للحكومة الإسرائيلية والشرطة، طلبت من خلاله السماح لها بتقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" العبري الذي يحل في العاشر من نيسان/ أبريل القادم. وأضافت الصحيفة أن الجماعات اليهودية هددت بتقديم التماس للمحكمة العليا بحال رفض طلبها وأمهلت الشرطة حتى الخميس، لمنحها التراخيص لإقامة طقوس قرابين "الفصح" في منطقة "القصور الأموية" الملاصقة للمسجد الأقصى. وحسب الصحيفة، وجهت هذه الجماعات دعوات لأنصارها لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري، وتقديم قرابين الفصح في باحاته، وإقامة الصلوات التلمودية وارتداء ملابس الصلاة اليهودية، التي يمنع المستوطنون من ارتدائها خلال اقتحام باحات المسجد. وأكدت الصحيفة، أن الشرطة منحت للمنظمات اليهودية موافقة شفوية بإقامة تقليد تقديم القرابين في منطقة القصور الأموية بساحة قريبة من حائط البراق، لكن شريطة ألا يتم الذبح ودون إيقاد شعلة المذبح، مضيفة أن الشرطة نفت ذلك، وأكدت أن الطلب قيد الفحص والنقاش، حيث لم يتم المصادقة الشفوية عليه. ونقلت الصحيفة عن مصادر في منظمة الهيكل قولهم، أن الشرطة لم ترفض الطلب لكنهم اشترطت تنظيم المراسيم دون القيام بعملية الذبح ودون إيقاد المذبح، مشيرة إلى أن المنظمات تنتظر الجواب النهائي للشرطة، حيث تعتزم الالتماس للعليا للسماح لها بتقديم القرابين والذبح وإيقاد شعلة المذبح بساحات القصور الأموية المؤدية للأقصى. من جانبه اعتبر الخبير في شؤون المسجد الأقصى المحامي خالد زبارقة، هذه الخطوة تصعيد خطير يستهدف المسجد الأقصى وتؤسس لواقع تهويدي جديد داخله. وأضاف زبارقة في تصريح ل "قدس برس"، أن هذا يثبت أن هذه الجماعات لا تعمل وحدها أو من تلقاء نفسها، وإنما تعمل كذراع للحكومة الإسرائيلية والمشروع الصهيوني العالمي الذي يسعى إلى فرض سيطرة يهودية كاملة على المسجد الأقصى ، بهدف فرض واقع تهويدي وعقائدي في المسجد الأقصى، وإقصاء الهوية الإسلامية عنه. وحذر زبارقة من أن الصمت العربي والإسلامي وعدم تحرك الشعوب، قد تعتبره الجماعات اليهودية مؤشرلإمطانية أن يتقدموا بمشروعهم التهويدي إلى الأمام، وفرض مزيد من الواقع التهويدي. ووصف سماح الشرطة الإسرائيلية للجماعات اليهودية بتقديم القرابين في منطقة القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى تصعيد خطير يستهدف المسجد الأقصى، ومحاولة من طرف الحكومة الإسرائيلية الرسمية لتهويد منطقة القصور الأموية. وشدد الخبير الفلسطيني في شؤون المسجد الأقصى على ان هذه الخطوات تصعيدية وتختلف عن السابق وتؤسس لخطوات مستقبلية في المسجد الأقصى وإذا لم تتحرك الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية للوقوف في وجه هذه الهجمة التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى، فسنجد أنفسنا أمام واقع صعب وواقع جديد. يذكر أنه منذ 15 عاما تنظم جماعات الهيكل وبرعاية بلدية الاحتلال تدريبا على تقديم القرابين بالفصح، وفي الأعوام الأخيرة تعزز هذا التدريب ويلقي اهتماما بأوساط الأحزاب السياسية ومعسكر اليمين، ويعتاد على المشاركة به أعضاء "كنيست" ووزراء، وفي العام الماضي أقيم التدريب على أراضي قرية "الطور" المطلة على القدس القديمة والمسجد الأقصى. وتهدف المنظمات الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتعجيل ببدء التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، كخطوة أولى على طريق بناء الهيكل المزعوم، وتؤيدها بذلك قطاعات كبيرة في إسرائيل، وتحميها قوات الاحتلال خلال الاقتحام بأمر من الحكومة. وأظهرت احصائيات نشرتها "منظمات الهيكل" أن أكثر من 1100 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال آذار/ مارس الجاري. ويشهد هذه الأيام المسجد الأقصى انتهاكات كبيرة من قبل قوات الاحتلال، فعدا عن الاقتحامات المستمرة بشكل يومي لباحات المسجد فقد تم الاعتداء على عدد من حراسه واعتقال آخرين، مما سبب حالة من التوتر والسخط على هذه الممارسات.