تنتقد أو تشيد بعمل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، هذا أمر يفترض أن تتحكم به النتائج الإيجابية والسلبية في نهاية المطاف، بعيداً عن أي اعتبارات أخرى تدخل في محاذير الخوف منه أو محاولة التقرب إليه، ومن الصعب تجاهل نجاحات الرجل، أو مجاملته بشهادات الإطراء المبالغ فيها التي هو أول من يرفضها ويحسبها ضد الكاتب ويرى فيها تطبيلاً، ولكن ما حدث في قضية المهاجم السوري عمر السومة، ودوره ودعمه الكبيران لتجديد بعض اللاعبين في الهلال والنصر والأهلي، وتذليل الصعاب أمام أندية أخرى، يجعلنا نعكس التيار، خصوصاً تيار المناهضين للرجل، والذين لا يرون في تحركاته وقراراته إلا زعزعة لاستقرار أندية، من أجل خدمة أندية أخرى، وهذا تنفيه الكثير من القرارات التي تهدف لاستقرار المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وهذا لا يتحقق إلا بالاستقرار النفسي للاعب في ناديه وتسليمه حقوقه وتحديد مستقبله إن كان يوشك عقده على النهاية. الرجل أظهر حسن النيات في أكثر من مناسبة وأكثر من قرار، وكان قوياً حد الشدة ولا يتهاون، وصريحاً وواضحاً في تبريراته حول التراجع عن بعض القرارات المزلزلة لبعض الأندية، ومتسامحاً إلى درجة غض الطرف عن بعض القضايا في سبيل مراعاة مصالح وسمعة الرياضة السعودية أولاً، فلماذا لا يُنصف الرجل إذ نجح بالعمل والوجود كهمزة إصلاح في الكثير من المشكلات والقضايا، وحلها للتهوين على الأندية وتيسير أمور نجوم المنتخب؟، ولماذا لا نقول له شكراً إذا نجح ووزع مواقفه ودعمه وقراراته بالتساوي لخدمة الأندية واللاعبين والرياضيين؟، هذا هو ديدن من يقيم العمل، بلا مجاملة أو شخصنة، آل الشيخ لو لم يأت منه إلا فرزه للإعلام الرياضي حتى صرنا نضحك كل ليلة على التناقضات، وتبديل موجة الرفض بعبارات التأييد، والآراء الرافضة لبعض المواقف إلى راضية ومشيدة بها خلال مدة وجيزة لكفانا ذلك، ويبدو أنه بالفعل يريد فرز هذا الإعلام جيداً. في السابق كان الكل يرى نفسه سيد المشهد الإعلامي الرياضي، وأن رأيه هو الصح، وما يقوله الآخرون هو الخطأ، الآن ولأن معظم الآراء تنطلق من بعد تصريحات وتغريدات رئيس هيئة الرياضة اختلف الوضع، وصرنا نرى الذي كان يرفع صوته في مرحلة ما قبل مجيء آل الشيخ لا يجرؤ على أن يتطاول على مسؤول أو لاعب أو مدرب أو إداري أوعضو شرف، وهذا يحسب للرجل الحديدي، وعلى الأقل ذلك الإعلام الذي تنطلق قناعاته من مصالحه الشخصية، ظهر بلا مكيجة وأصبح "موس" رئيس الهيئة يخيفه كثيراً.
