هذا دليلي على تفوق أروى الحجيلي ..!

أحيَاناً يُنشر في الصُّحف أخبَار لا يَتوقَّف عندهَا أحَد، وهي للأمَانَة تَستَحق التَّوقُّف والتَّأمُّل، ومِن هَذه الأخبَار التي أقصدهَا، هَذا الخَبر المَنشور في جَريدتنا "المَدينة" الغَرَّاء -يَوم الأربَعَاء المَاضي- الذي يَقول:
(أكَّد ل«المَدينة» الدكتور "فهد البكران" المُتحدِّث الرَّسمي لوزَارة العَدل، أنَّ المُتدرِّبة "أروى الحجيلي"؛ حَصَلَت عَلى أوّل تَعريف لمُحامية تَحت التَّدريب في المَملكة، تَمهيداً لحصولها عَلى رُخصة المُحَامَاة؛ بَعد إتمَام سَنوات الخبرَة المُقرَّرة في النِّظَام. وقَال: التَّعريف يُخوّلها التَّرافُع أمَام القضَاء؛ لعَددٍ غَير مَحدود مِن القَضَايَا، بَعد حصُولها عَلى وكَالة عَن المَكتب الذي تَعمل لَديه. مُشيراً إلَى أنَّها المُحامية الوَحيدة التي تَقدَّمت للحصُول عَلى تَصريح. وأوضَح أنَّ هَذا التَّعريف تَمنحه الوزَارة مُنذ بَدء تَطبيق النِّظام -قَبل 12 سَنة- للمُحامين المُقيَّدين في التَّدريب بمَكَاتب المُحامَاة الأهليّة..) انتهى..!
تَأمَّلوا هَذا الخَبر، وحَاولوا أن تَقرأوه بضَغينة –كَما هو تَعبير أُستَاذ التَّفكيك والمُفكِّر "جيل دي لوز"- مِن حَيثُ عِدَّة نَواحٍ:
النَّاحية الأُولَى، أنَّنا لَم نَسمع عَن المُحامية "أروى الحجيلي" مِن قَبل، تِلك المُحامية التي أتَت بكُلِّ صَمتٍ، وحَصلَت عَلى أوّل تَعريف لمُحامية تَحت التَّدريب؛ دُون صيَاح أو صُرَاخ.
في حِين أنَّنا نَسمع تَصريحات نَاريّة؛ وجَعْجَعَة حقوقيّة لبَعض النَّاشِطَات والمُحاميات، اللَّواتي يَتنَاثرن عَلى هَامش صَفحات الجَرائد؛ والمَواقع الإليكترونيّة، ومَع ذَلك لَم يَتقدَّمن بطَريقة نِظاميّة للحصُول عَلى التَّعريف، كَمَا فَعَلَت الأُستَاذة "أروى الحجيلي"..!
ومِن نَاحية ثَانية، فإنَّ الأُستَاذة "أروى" سَلَكَت الطَّريق السَّليم، وانخَرَطَت في دَورة تَدريبيّة؛ لتَكون مُحامية "تبيّض الوَجه"..!
ومِن نَاحية ثَالثة، أتعجَّب كَيف أنَّ النِّظام قَديم ولَه سَنوَات؛ وقَد غَاب عَلى صَاحبَات "الضَّجيج الإعلامي"، أن يَتقدَّمن بطَلب هَذا التَّعريف، ليَفُزْنَ بمُزاولة مهنة المُحامَاة رَسميًّا..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الحيَاة عَلَّمتني أنَّ صَاحب الصَّوت العَالي لَيس الأكثَر عَملاً، فنَحنُ نَعرف عَشرات المُحاميات اللَّواتي يُطالبن بالحقُوق، ولَم نَكن نَسمع ب"أروى"، ولَكنَّها جَاءت مِن البَوَّابة النِّظامية؛ التي أوصَلتهَا للنَّجاح، الذي استحقَّت بهِ الأولويّة..!!!