السيناريو إيراني والتنفيذ بحريني

لم يكن مفاجئا الإعلان عن خلية بحرينية تخطط للقيام بعمليات إرهابية في جسر الملك فهد والسفارة السعودية في المنامة، فالمخطط الإيراني ضد دول المنطقة مستمر، والبيئة الخصبة لتنفيذ هذا المخطط متوافرة، في البحرين خصوصا أكثر منها في إيران، إذن من سيمنع طهران من مخططاتها؟ الإجابة حتى هذه اللحظة: لا أحد.
الجديد والمثير في الخلية الإرهابية المضبوطة، أن من كشفها هي قطر، وليست البحرين أو السعودية، فبصراحة هناك من يشكك في كل ما تقوم به طهران من مؤامرات، وأحيانا هؤلاء المشككون من السعوديين أنفسهم، حتى لو كان الإعلان مقرونا بالبراهين والأدلة، أما وقد صدر من الدوحة، وهي المعروفة بعلاقتها المتميزة مع طهران، فأعتقد أن الإيرانيين أولا، وأتباعهم في حزب الله البحريني ثانيا، واللوبي الإيراني في السعودية ثالثا، مصدومون من الإعلان القطري، لكن دعونا ننتظر قليلا، فلا تعدمهم الحيلة، سيخرجون بمبررات مفضوحة، لكن بعد استيعابهم الصدمة.
الأهم في الكشف عن هذه الخلية، التي يبلغ عدد أفرادها خمسة أشخاص، وكانت تخطط لتجنيد أشخاص إضافيين، ولكن كشف السلطات القطرية أحبط مخططهم مبكرا، أنها تنذر بتحول خطير في تعاطي المجموعات البحرينية المعارضة المدعومة من إيران، هذه المجموعات الآخذة في التوسع شيئا فشيئا، من الواضح أنها تريد الوصول بفكرها الجديد للعمل المسلح ضد المملكة البحرينية، وأيضا ضد السعودية التي أحبطت المخطط الانقلابي الإيراني في البحرين، خاصة أن أقطاب المعارضة الرئيسة أعلنوها مرارا، أن كل الخيارات مفتوحة أمامهم للوصول لمطالبهم، كما أن من دعا لإسقاط الملكية وإقامة جمهورية إسلامية، لا يستغرب منه القيام بمثل هذا العمل الإرهابي لتنفيذ أجندته المدعومة من إيران.
بطبيعة الحال لا يحتاج أحد إلى معرفة طبيعة الاختراق الإيراني لأطراف عدة من المعارضة الشيعية في البحرين، فهل نحتاج إلى التذكير بمسار أحد قادة المعارضة البحرينية المتطرفين عندما عاد من لندن للبحرين إبان أحداث ميدان اللؤلؤة، لكنه اختار المرور على بيروت والالتقاء بزعامات إيرانية وأخرى من حزب الله، قبل أن يتزعم مخطط الانقلاب على الملكية والدعوة للجمهورية الإسلامية، ولا ننسى أيضا ما كشفت عنه صحيفة ""واشنطن بوست"" بأن غلام شكوري المتهم الرئيس في اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، ضالع في انقلاب البحرين الفاشل، إذن إيران لا تستحي من أن تلعب على المكشوف، فهذا تطور طبيعي لفكر تصدير الثورة الذي يحمله ملالي إيران، ضد دول الخليج عموما، منذ وصولهم للحكم عام 1979، لكنه يبدو أنه استعر بشكل فج أخيرا.
ترقبوا قريبا تكذيبا إيرانيا معتادا، سيتبرأ النظام الإيراني منها، كما تبرأ من غيرها، غير أن الرسالة الواضحة التي يجب على الجميع أن يتنبه لها، أن النظام الإيراني لن يتوقف عن محاولاته هذه، حتى يصل لمراده في عملية إرهابية كبرى تضرب استقرار السعودية أو دول الخليج، مهما كانت النتائج المترتبة عليها، ستواصل طهران مساعيها المرة تلو الأخرى، وسنظل نضع أيدينا على قلوبنا لا حول لنا ولا قوة، هذه هي المعادلة، مع الأسف، إذا كانت هناك دولة ترعى الإرهاب وتفاخر به، بينما العالم بأسره يتفرج عليها.