لم تفتح له الجامعات أبوابها ولم يجد له مقعداً ليحقق حلمه في الحصول على درجة البكالوريوس فاتجه إلى سوق العمل متسلحاً بالصبر والعزيمة .. ناصر الشهراني الذي فقد والده منذ صغره، أصبح الآن هو رب الأسرة ، فهو يعول أمه وستة من إخوانه وأخواته، يقول ناصر أنهيت الثانوية العامة قبل سبع سنوات وكان حلمي الوحيد هو أن أجد لي كرسياً في قسم التربية في الجامعات لكي أصبح معلماً حيث ان التعليم هو الحلم الذي يراودني منذ صغري، ولكنّ نسبتي في المرحلة الثانوية لم تشفع لي بالدخول إلى كلية التربية مما جعلني أفكر وبشكل جدّيّ في الاتجاه إلى العمل الحر لأعول أسرتي ، وعن طبيعة عمله يقول ناصر : «أنا لدي بسطة في سوق الخضار وأصحو قبيل الفجر كل يوم لاستقبل الشاحنات المحملة بالخضراوات وأقوم ومجموعة من زملاء المهنة بشرائها وتوزيعها على بسطاتنا حتى يتسنّى لنا بيعها في الصباح وبالفعل نقوم بتوزيع الشاحنة علينا وكل واحد يأخذ حصته من البضاعة ليبيعها في مقر بسطته وهكذا في كل يوم». ويضيف قائلاً : لا أخفيكم سراً أن العمل متعب وفيه مخاطرة لاسيما إذا اتحدت علينا العمالة الوافدة وزايدت في سعر البضاعة التي تحملها الشاحنة إلا أننا نتوكل على الله وندخل في منافسات معهم بحثاً عن لقمة العيش. وعن المكاسب التي يحققها يقول ناصر : «ولله الحمد أكسب ما يكفيني وأسرتي وأسدد به إيجار الشقة وأؤمن مستلزمات البيت من أكل وشرب ومتطلبات أخرى ولا شك أن الكثير غيري من الشباب لا يريد العمل في أي مهنة حرة ويستسلم للبطالة إلا أن ظروف أسرتي حتّمت علي أن أبذل جهدي ووقتي من أجل توفير لقمة العيش». وعن المصاعب التي تواجهه يقول ناصر : «لا شيء أصعب علينا ولا أكثر تخريباً لعملنا من تكاتف العمالة الآسيوية لاسيما «البنقالية» حيث احتكروا سوق الخضار وسوق السمك ولم يعد للكثير من الشباب السعودي سوى حفنة من المال يتقاضاها نهاية الشهر من أولئك العمالة».