الأمن السيبراني محور ازدهار اقتصادي عالمي في لقاء مركز الاقتصاديات السيبرانية بسنغافورة    "الوداد" تحصد جائزة الأميرة نورة للطفولة في مجال جودة الحياة والرفاه النفسي للطفل    "القارب الفارغ".. كيف تتقن فن الهدوء وسط زحام الغضب؟    تشغيل وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل للأطفال في مستشفى الأسياح العام    زوجة رجل الأعمال علي بن عبدالله الحسنيه في ذمة الله    نجاح عملية جراحية لطفلة فلسطينية كانت تعاني من عيب خلقي في القلب    المعهد الوطني لأبحاث الصحة ومجموعة فقيه يطلقان أول وحدة أبحاث سريرية بالقطاع الخاص    الليث.. وجهة بحرية واعدة تجمع بين الأصالة والتنوّع البيئي الفريد    التضخم في بريطانيا يستقر عند 3.8% في سبتمبر    يابي مركزي تؤكد التزامها تجاه السعودية بافتتاح مقرها الإقليمي في الرياض كمرحلة جديدة من النمو والشراكة في المملكة    الأمير محمد بن سلمان يوافق على اتفاقية مقر لمركز «أكساد» في المملكة    بيع 3 صقور ب (399) ألف ريال في مزاد نادي الصقور السعودي 2025    بهدف جميل أمام السد.. سافيتش يُظهر مهارته المُعتادة مع الهلال    العنزي مديرًا عامًا للإعلام والاتصال المؤسسي ومتحدثا رسميا بالإسلامية    بيونجيانج تطلق صواريخ باليستية قبل أسبوع من قمة أبيك في كوريا الجنوبية    هجوم صاروخي روسي يستهدف كييف ومدنا أوكرانية    مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع (515) سلة غذائية في محلية بورتسودان    إنزاغي: طموحي كبير بتحقيق البطولة مع الهلال    موجز    ثمن إشادة مجلس الوزراء ب«الخطوات التنفيذية».. الحقيل: نعمل على تطوير منظومة الإسكان والقطاع العقاري    الصليب الأحمر يؤكد تبادل 15 جثماناً لفلسطينيين.. «حماس» تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين    ترمب ينتقد «حماس» ويهدد بتدخل الحلفاء.. تحرك أمريكي لدعم وقف النار في غزة    جمجمة في سنارة صياد بدل السمكة    أكد دعم المملكة لجهود السلام بالعالم.. مجلس الوزراء: الموافقة على إنشاء فرع لجامعة ستراثكلايد بالرياض    الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لفصل المزارعين عن أراضيهم    200 مليار مشروعات اقتصادية بالمدينة المنورة    تحايل قانوني.. قضية «شمس الزناتي» تشتعل    «رجال عبدالعزيز» في التلفزيون السعودي    «نبض العلا» ينطلق الجمعة القادم    قدموا للسلام على سموه.. ولي العهد يستقبل الأمراء والعلماء والوزراء وجمعاً من المواطنين    النصر ضيفاً على غوا الهندي من دون رونالدو.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا الثاني    شريحة ذكية تعيد البصر ل84% من المكفوفين    سعود بن نايف: القطاع غير الربحي شريك في تحقيق مستهدفات رؤية 2030    محمد بن عبدالعزيز يشيد بمنجزات «محكمة إدارية جازان»    جائزة صيتة بنت عبدالعزيز تستعد لملتقى دراية بحائل    نائب أمير حائل يستعرض مستجدات الوضع الصحي    باريس سان جرمان يسحق ليفركوزن بسباعية ويواصل العلامة الكاملة    الهلال يتفوق على السد بثلاثية    مسجد الغمامة.. عراقة العمارة والإرث    أرسنال يكتسح أتلتيكو مدريد برباعية في دوري أبطال أوروبا    حراك متنامٍ    اكتشاف نادر لشجرة «السرح» في محمية الملك عبدالعزيز    روسيا تضرب شبكة الطاقة الأوكرانية وأوروبا تتحرك لإجبار بوتين على السلام    نائب أمير منطقة مكة يستقبل معالي وزير الحج والعمرة    واشنطن تضغط لإطلاق المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة    تعليم الطائف يطلق جائزة سمو محافظ الطائف " ملهم" للتميّز التعليمي في دورتها الثانية    العنزي مديرا للإعلام والاتصال    وزير الخارجية ونظيره الهولندي يبحثان العلاقات الثنائية    نائب أمير جازان يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    "دله الصحية" شريك تأسيسي في معرض الصحة العالمي 2025 و"عيادات دله" ترعى الحدث طبيّاً    انطلاق منتدى الأفلام السعودي الثالث غدا الأربعاء    محافظ بيش يستقبل شيخ شمل السادة الخلاوية والشابين المبدعين الشعفي    التدريبات الرياضية هي أفضل علاج لأوجاع التهاب مفاصل الركبة    استقبل الفائز بالمركز الأول بمسابقة تلاوة القرآن بكازاخستان.. آل الشيخ: دعم القيادة لحفظة كتاب الله يحقق الإنجازات    استقبل وزير الحج والعمرة.. نائب أمير مكة: العمل التكاملي يعزز جودة خدمات ضيوف الرحمن    سردية الوعي وبناء الذاكرة الوطنية    نائب أمير مكة يترأس اجتماع محافظي المنطقة لمتابعة مشاريع التنمية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030    ولي العهد يعزي رئيس وزراء اليابان في وفاة توميتشي موراياما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الربيعة : 880 ألف لغم تم حصرها حتى الآن زرعتها الميليشيا الحوثية فى اليمن
مركز الملك سلمان يُطلق مشروع المملكة لنزع الألغام في اليمن "مسام"
نشر في اليوم يوم 25 - 06 - 2018

* اليماني : الألغام إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته
* كوفشينهوف : الألغام سرقت حياة الكثير في اليمن وليبيا وسوريا والعراق
أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم مشروع المملكة لنزع الألغام في اليمن (مسام) وذلك في الرياض، بحضور أصحاب السمو والمعالي وكبار المسؤلين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية ، وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدم فيلم تعريفي عن مشروع مسام.
ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة أوضح فيها أنه مما لا يختلف عليه كُل ُمنصف أن المملكة دأبت عبر تاريخها الممتد بالمبادرة بمد جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها وكذلك الدول الصديقة، وهي في ذلك تحقق ما تدعو إليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وتابع أنه كان وما زال دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن، تأكيدا على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني.
262 مشروعا
وأوضح الدكتور الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعا إنسانيا وإغاثيا، تعدّت كلفتها الإجمالية مليار و 600 مليون دولار أمريكي توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، وما يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية.
وأعلن الدكتور عبدالله الربيعة أنه وامتداداً لهذا التاريخ المُضيء للمملكة ، نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تتمثل في "المشروع السعودي لنزع الألغام" (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وخصوصاً محافظات مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسؤولية على المدى الطويل.
صناعة الألغام
وتابع أن القوى الانقلابية في اليمن تقوم بتدمير البنية التحتية بالإضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، مما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة ، وقال : تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و 40 ألف لغم في محافظة مأرب ، و16 ألف لغم في جزيرة ميون .
وأضاف : بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 م وحتى شهر ديسمبر لعام 2016م ، فقد تم تسجيل ما مجموعه 1539 قتيلا و مصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص ، وكذلك تم تسجيل أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و 26 امرأة ، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر.
وأشار إلى أنه في خلال عام واحد فقط سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية ، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و 512 إصابة.
البرنامج الوطنى
وعبر الربيعة عن أسفه لأن هذه الأرقام المسجلة تعد أقل بكثير من الحوادث التي وقعت فعلياً ولم يتسنْ للبرنامج الوطني لنزع الألغام مباشرتها أو تسجيلها ، واستطرد: قمنا من خلال مركزنا للأطراف الصناعية بمحافظة مأرب بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياه ، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها ، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم مابين 12 و 72 عاما.
وبين أن عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية حتى تاريخ 24 / 6 / 2018 م بلغ 11 امرأة و 12 طفلا و 346 رجلا حيث مازالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، بالإضافة إلى تلقي عدداً من الحالات للرعاية الطبية بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن، وداخل المملكة العربية السعودية على حساب مركز الملك سلمان للإغاثة ، كما أن هناك أيضاً عدداً من الحالات التي تم علاجها خارج اليمن، ومنها 13 حالة في جمهورية السودان، و 45 حالة في الأردن، و 106 حالات في مدينة جدة منهم طفلان ليصل الإجمالي إلى 533 حالة.
11ملياردولار
وأوضح الربيعة : أن المملكة قدّمت لليمن مساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أمريكي ، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات.
وأفاد أن المشروع السعودي الإنساني والحيوي لنزع الألغام "مسام"، سيخدم المواطن اليمني، ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي، وهو واحد من مشاريع ومبادرات عّدة تقدمها المملكة بهدف رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في كافة المناطق والمحافظات، إذ أخذت المملكة على عاتقها الاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات حتى يتحقق لليمن الاستقرار، والنماء، والرفاه، ويُرى كما كان يمنا سعيدا بأرضه وشعبه.
ورفع الربيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لما يقدّمانه من جهود عظيمة ساعدت مركز الملك سلمان للإغاثة على تقديم الدعم للعمل الإغاثي والإنساني في العديد من دول العالم، وفي اليمن الشقيق على وجه الخصوص، مقدما الشكر كذلك لكل من ساهم في دعم المركز وتسهيل مهامه.
دور المملكة
من جانبه عبر وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني عن سروره بحضور هذه الفعالية المهمة التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والخاصة بمشروع نزع ألغام الموت التي زرعتها المليشيات الحوثية في كل المناطق اليمنية التي وطأتها أقدامهم الشريرة.
وتقدم الوزير اليمني بخالص الشكر باسم الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - على ما قدموه ويقدموه لليمن منذ الانقلاب المشؤوم على السلطة الشرعية، مواصلاً الشكر إلى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على إطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن ، مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء للمركز تجاه الشعب اليمني، حيث خصص المركز في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة.
وأضاف اليمانى : لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع، موضحًا أنه لتحقيق ذلك أمعن الانقلابيون بالتنكيل بالشعب اليمني لإيجاد معاناة حقيقية وكارثة إنسانية من خلال الاستيلاء على موارد الدولة وعائدات الضرائب وحرمان موظفي الدولة من الرواتب، وإنشاء مؤسسات اقتصادية موازية لنهب مقدرات البلد وفرض جبايات غير قانونية من خلال إنشاء مراكز جمركية إضافية غير مشروعة في مداخل المدن الرئيسية، وإيجاد سوق سوداء للوقود لمضاعفة معاناة المواطنين اليمنيين والاستمرار في تدمير النظام الصحي والنظام التعليمي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وحصار المدن والقرى والقصف العشوائي على المناطق السكنية وتنفيذ الاعتقالات التعسفية والخطف والإخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، ورفض كل مبادرات السلام.
وأكد خالد اليماني أن زراعة الألغام هي إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته وهي من الانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، ومع ذلك فقد ابتكرت المليشيات الانقلابية طرقًا جديدة لاستخدام الألغام المضادة للمركبات وتحويل استخدامها ضد الأفراد وذلك بغرض إحداث أكبر قدر من الضحايا والذين هم في الغالب من المدنيين الأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من ذلك.
ألغام مبتكرة
وتابع معاليه أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغامًا متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 م والبعض الآخر تم تطويرها في اليمن عن طريق خبراء إيرانيين، حيث تأخذ أشكال وألوان وأحجام مختلفة مطابقة لطبيعة الأرض والمكان الذي تزرع فيه مما يؤدي إلى صعوبة اكتشافها وتميزها عن محيطها، ومنها ما هو على شكل صخور مختلفة الأحجام والأشكال، أو على شكل مواد بناء في المناطق السكنية التي وصلوا إليها، تاركين خلفهم كميات عشوائية كبيرة في مناطق سكنية وداخل منازل المواطنين اليمنيين وفي الطرقات ومداخل المدن والمزارع، وكذا ألغام بحرية في الشواطئ والسواحل، فقد أشار تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 م إلى تطابق تلك الألغام البحرية مع الألغام الإيرانية وأنها تشكل خطرًا على النقل البحري التجاري وخطوط الملاحة البحرية ويمكن أن يظل تهديد هذه الألغام لمدة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات.
أرقام الضحايا
واستطرد اليماني أن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن المليشيات الحوثية زرعت حوالي مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، وتشير الأرقام الخاصة بضحايا الألغام خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2018 إلى سقوط أكثر من 693 قتيلاً و704 مصابين نتيجة الألغام معظمهم من المدنيين بينهم 216 طفلاً و72 امرأة وتتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية.
وأفاد أن انتهاج الحوثيين لزراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط يشكل تحديًا لمستقبل اليمن كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعًا، فقد نحتاج إلى عشرات السنين لانتزاعها ولن يكون بمقدور المزارعين العودة لزراعة أرضهم ولن يتمكن الرعاة من رعي ماشيتهم وسيواجه الصيادون مخاطر الألغام البحرية، حيث إن بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصًا من الأطفال والنساء، وفي أضرار بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقًا أمام التنمية. كما أن الألغام البحرية قد تشكل خطرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلاً وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية.
المشروع السعودى
وأكد خالد اليماني أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم عن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، يعد مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني، ونحن في الحكومة اليمنية ومن خلال الجهات المعنية سنعمل مععًا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المرسومة.
وذكّر وزير الخارجية اليمني في ختام كلمته بدعوة الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر، داعيًا في نفس الوقت المجتمع الدولي لإدانة المليشيات الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الألغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.
سرقة الحياة
من ناحيته قال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف في كلمته إننا نجتمع اليوم من أجل قضية مهمة وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسوريا والعراق.
وبين كوفشينهوف أن الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطرًا كبيرًا وصعبًا على حياة البشرية وهذا الخطر ليس محصورًا على عناصر المليشيات فقط بل للأسف على المدنيين، وفي بعض الأحيان تتسبب الألغام في بتر الأطراف وقد تحرم شخصًا من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها، وفي كل الحالات فإن الألغام وبدون شك سبب في المآسي والأحزان.
وتابع : فالآن أكثر من أي وقت مضى يجب علينا - نحن المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية- بأن نلبي مستوى توقعات العالم وأن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول.
مساهمة كبيرة
ونوه المسؤول الدولي بالمملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة الذي أسهم مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام، مفيدًا أننا في المنظمة الدولية للحماية المدنية – وبالتماشي مع اختصاصنا للعمل على حماية المجتمعات من الكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن عمل الإنسان مستعدين للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام.
وأشار إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية لها تاريخ عريق في مجال التعامل مع الألغام في مناطق عده حول العالم ومنها صربيا وكرواتيا وسيرلانكا ولبنان وغيرها، ولطالما كان اليمن عضو فعالاً منذ انضمامه لمنظمتنا ولهذا لن تتخلى المنظمة الدولية للحماية المدنية عن اليمن خلال هذه الاوقات العصيبة من خلال المساعدة الكريمة من شركاء المنظمة والدول الأعضاء الأخرى مثل المملكة.
وأشاد كوفشينهوف بالتعاون بين المنظمة و مركز الملك سلمان للإغاثة متطلعًا لاستمرار العمل عن كثب في المستقبل مع المركز نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في مجال حماية المجتمعات والأراضي من الكوارث ، وأعرب الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية عن أمله وثقته في نجاح المشروع وأن تكون بداية لبرامج ومشاريع واعده في المستقبل ، وقد تجول المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر يرافقه عدد من مسؤولي المركز وضيوف الحفل و الحضور الكريم واستمع لشرح واف من مسؤولي الأجنحة عن محتوياته ، وقد أبدى سعادته بما شاهده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.