راجعت أحد المستشفيات الخاصة قبل أيام أشتكي من التهاب في القصبة الهوائية! عندما شرحت الوضع للطبيب مستسهلًا الأمر، وأنه مجرد نزلة برد، قال: لا! قد يكون الأمر خطيرًا، نحتاج إلى أشعة! بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي من هذا الوضع الذي جعل الطبيب يطلب أشعة ليتأكد، وتوجهت إلى الأشعة وأنا أسأل الله أن يلطف ويعافي! أخذت صور الأشعة بعد انتظار راجعت فيه مسيرة حياتي، وسلمتها مباشرة للطبيب، وأنا أنتظر ماذا سيقول! نظر إليها الطبيب بسرعة وبغير اهتمام كبير، وقال: ما فيه شيء! لكن نحتاج إلى تحليل دم! هنا انفجرت به، وقلت: هل الموضوع تلاعب وسعي لزيادة الفاتورة، مبالغ كبيرة لمرض بسيط! هنا تراجع الطبيب، وصرف العلاج اللازم والمعروف، وخرجت بما أراه أقل الأضرار! هذا ما أخبرني به أحد الأفاضل عن قصة مراجعته لهذا المستشفى، وهو يتساءل بألم: هل بمثل هذه المستشفيات سنتجه لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي جعلت من التزاماتها: «الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وجودتها، فالغاية قطاع صحي فعّال وذو أسلوب مبتكر، يُوجِدُ تنافسية وشفافية أكبر بين مقدمي الخدمات، ويمكّن من تحسين الكفاءة والفاعلية والجودة والإنتاجية على كل مستويات تقديم الخدمة، ويتيح خيارات أكثر تنوعًا للمواطنين. ومن أجل بلوغ هذا الهدف، سننقل مهمة تقديم الخدمات إلى شبكة من الشركات الحكومية تتنافس فيما بينها من جهة، ومع القطاع الخاص من جهة أخرى في العمل على تقديم أجود الخدمات الصحية». وكم دفع المرضى لمثل هذا الطبيب من أجل فحوصات لا يحتاجونها حقيقة؟! إن كنا نسعى لقطاع صحي شريك ومنافس، فنحتاج من وزارة الصحة إلى ضبط أكبر لمثل هذه الممارسات، وعدم تهاون مع فاعليها، فليست الشكوى من شخص ولا شخصين! بالمقابل ذهبت إحدى القريبات للعلاج في إحدى الدول المجاورة، فشخّص الطبيب حالتها ورأى أنها تحتاج إلى مجموعة من العلاجات والإبر المسكنة، طالبته المريضة بالتدخل الجراحي لأنها تعاني منذ فترة طويلة، فقال الطبيب: هذه تكفيك! ولو كنت أعلم أن في التدخل الجراحي فائدة لقررته، لأني أنا المستفيد! عندما شكرت الطبيب، قال: لا تشكريني فأنا مستثمر، واستثمارنا أساسه السياحة العلاجية! اليوم قريبتي تنصح كل من حولها بأن يراجع ذاك الطبيب! بينما صديقي ينصح كل من حوله بألا يراجع هذا الطبيب!