«تعد المملكة أقدم حليف للولايات المتحدة»، تلك كلمات سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في زيارته إلى واشنطن خلال الشهر الحالي وهي الأولى له وليا للعهد، ويقدر حجم الاستثمارات الأمريكية في الأسواق السعودية بنحو 207 مليارات ريال، عبر 373 شركة حتى فبراير الماضي. وفي السياق، أكد مختصون ل«اليوم» أن زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى تمكين المملكة من الدخول في الصناعات الحديثة بشتى المجالات، تبدأ من السلع وتصل إلى التقنية الحديثة، لافتين إلى أن الشباب سيجنون ثمارها. شتى المجالات وأكد الأكاديمي الاقتصادي د.سالم باعجاجة أن حجم الاستثمارات كبير جدا وضخم، فالتبادل التجاري بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية متوزع في شتى المجالات، ولم يقتصر ذلك على السلع والخدمات فقط، بل من ضمنه التقنية، وأضاف: «هنالك تطور أمريكي لا شك فيه للتكنولوجيا والتقنية الحديثة، وتعتبر التقنية الأمريكية ذات سمعة عالمية إن لم تكن هي الأبرز، بالإضافة إلى الخبرات الفنية المؤهلة، التي من الممكن الاستفادة منها؛ وكلها تُعد مكاسب للسعودية وللمنطقة، بحيث تنعكس إيجابا في رفع المستوى التقني في البلاد، وتدريب الشباب عليها واكتسابهم خبرات فنية، وهو ما يعد مكسبا كبيرا لهم. وأشار باعجاجة إلى أن انتقال الصناعات الحديثة إلى المملكة عن طريق خبرات من الولاياتالمتحدة سيكون له دور واسع في رفع المستوى الصناعي هنا، وهذا ينعكس بدوره لزيادة الإنتاج ما يؤدي إلى ارتفاع الدخل القومي، وقال: عندما يكون هناك تصنيع سيكون بالتالي هناك استيراد، وهو ما سيؤدي لزيادة الدخل القومي. وقت الشراكات من جهته، أوضح عبدالله زيد المليحي أن هناك انجازات وخططا واضحة لا بد أن يكون قطاع الأعمال جاهزا إلى الإبحار في هذا الطريق، وحاليا الرسالة واضحة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لا بد أن يفكر المستثمر السعودي في استقطاب الشركات العالمية التي لها الرغبة في نقل التقنية للمملكة وتدريب الكوادر السعودية، لا سيما أن التوجه الحكومي يدعم رجال الأعمال والدليل على ذلك زيارات ولي العهد - حفظه الله - للدول ذات الثقل العالمي، للتباحث معها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، في رسالة واضحة بأن المملكة ترحب بالاستثمار القوي، لذلك نسأل الله أن يوفق سمو سيدي ولي العهد في هذا المجهود الجبار لتحقيق المزيد من التقدم والرفاهية. ازدهار اقتصادي من جانبه أوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، د. عبدالله المغلوث، أن المملكة احتلت المرتبة 12 بين كبار المستثمرين في سندات وأذون الخزائن الأمريكية بنهاية يناير الماضي؛ برصيد 143.6 مليار دولار أمريكي أي بزيادة نسبتها 28٪ خلال عام واحد، كما أن العلاقات الاقتصادية متجذرة ففيها تبادلات ب135 مليار ريال في العام الماضي، فيما بلغت التجارة البينية 2.08 تريليون في 10 سنوات، بالإضافة إلى دخول أكثر من 100 شركة سعودية أمريكية جديدة أسواق المملكة. ونوه المغلوث إلى أن هذه الزيارة ستحقق الازدهار الاقتصادي للبلدين، فقد وُقعت الرؤية الاستراتيجية المشتركة إلى جانب اتفاقيات وصفقات استثمارية في مجالات الدفاع والتجارة والطاقة والبتروكيماويات تبلغ قيمتها 2 مليار دولار، ولفت إلى أن زيارة ولي العهد تحمل ملفات سياسية واقتصادية تستعرض مجالات مختلفة عسكرية واقتصادية وعلمية. وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: الاستثمارات السعودية المباشرة في الولاياتالمتحدة وصلت إلى 12.3 مليار دولار في أواخر 2016، ووفرت نحو 10600 وظيفة، واستحوذ النشاط الصناعي على النصيب الأكبر من الاستثمارات الأمريكية في السوق السعودي بقيمة 193 مليار ريال؛ مخصصة ل95 مشروعا بقيمة قاربت 13.5 مليار ريال، ثم الأنشطة التجارية ب9 مشاريع بقيمة 300 مليون ريال.