¿¿ يقول المؤلف جون لانكستر «التناقض هو الملح، الذي يحفظ الحقيقة من الفساد»، وهذا يعني ويفسر وجود التناقض حتى لا تندثر الحقائق. ولكن انتِ التي بصدد الحديث عنكِ متناقضة في حقيقتكِ، التي لا يمكن لأحد ان يفهمها وان فهمها تتغير مفاهيمها ومعطياتها! ¿¿ لا تعطين سر هذا الغموض لأقربهم، لا تثقين في احد مهما بذل التضحيات وربما للحظة تعطينه بلا مقابل! لا افهم شحكِ من كرمكِ ولا وفائكِ من غدركِ. متناقضة حتى مع مَنْ حولكِ. متناقضة حد الهدر في تفاصيلكِ وكأنكِ استثنائية او واثقة حد الغرور تقطنين في برج عاجي يجعل الجميع يعج بالفضول ليعرف لغز تشويقكِ ولفتكِ للأنظار. تشقين طريقكِ والكل يحرص على كل دقيقة من وقتكِ يضبط ساعته عند مواعيدكِ مهما عبرتي شرقا او غربا نحو برج ايفل او ساعة لندن او جبال الهملايا او نهر الأمازون يتابعكِ الباعة وحتى رواد الفضاء تحظين باهتمام ولا يهمكِ ارضاء هذا او ذاك. ¿¿ قد نفهمكِ مرة وقد لا نفهمكِ بالمرة. يركض خلفكِ الكثير وتختارين أقواهم نفسا وأكثرهم اخلاصا وقد تخذلينه! تارة تمنحين البسمة وتارة تفرحين بمنح الالم والحسرة، تتفنين في إعطاء الدروس وكلما حفظت درسا من دروسكِ وجدت هذا الدرس متغيرا رأسا على عقب لا املك الإجابة عنه لأنكِ أنتِ السؤال، الذي يحمل في كل مرة اجابة مختلفة. تكونين في جانب احدهما ذات مرة وفي مرة اخرى تكونين في جانب مَنْ ينافسه! قد نخسر او ننتصر معكِ. عزاؤنا الوحيد انتظاركِ فأنتِ لا تطيلين البعد ولكن لا تطيلين القرب. افهم تناقضكِ وان لم افهمه لستِ وفية ولستِ مخادعة! تقعين في شباك احدهما بحسب مزاجكِ وغرابتكِ. ¿¿ بحثت في غربتكِ ووجودكِ، فوجدتكِ تنالين من طرف وترضين الاخر. تغريكِ الملايين وفي غمضة عين يضيع تعب مَنْ دفع مهركِ. وبالمقابل هناك مَنْ لا يستطيع دفعه وتدفعين له الود وكأنكِ تديرين ظهركِ لمَنْ يعشقكِ وتلقين اللوم عليه لأنه لم يداعبكِ. اقتربت منكِ لأسمع نبضات قلبكِ وإذ به بالون هواء يغلفه جلدكِ المدور. نعم انتِ (المستديرة) بالتناقض لولا لم تكوني كذلك لما احرزت اليونان بطولة اوروبا في ارض البرتغال، ولما احرزت الدنمارك، التي جاءت لتكملة عدد لقب اوروبا على حساب البطل ألمانيا، ولما غابت إيطاليا وهولندا عن كأس العالم ولما غابت السيدة العجوز يوفنتوس وغاب أرسنال وغاب زعيم آسيا عن مونديال الاندية.