الترحيب الرسمي والشعبي لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– أثناء توقفه في محطته الثانية بإندونيسيا في خضم زيارات رسمية لعدد من الدول الاسلامية والعربية ينم بوضوح عن مدى ما يكنه الشعب الإندونيسي للقيادة الرشيدة ولأبناء المملكة من تقدير ومحبة، فالبلدان تجمعهما أواصر قديمة من العلاقات التاريخية، ويهم حكومتيهما السعي لدعم التضامن الاسلامي المنشود بين كافة الدول الاسلامية. هي زيارة هامة وحيوية تم خلالها التوقيع على سلسلة من مذكرات التعاون والتفاهم بين البلدين الصديقين بما يصب في روافد مصالحهما المشتركة في عدة مجالات وميادين هامة، فقد جرى التوقيع على اعلان مشترك حول رفع مستوى الرئاسة للجنة المشتركة، وتم التوقيع كذلك على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشاريع انمائية إندونيسية. كما جرى أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين البلدين الصديقين، والتوقيع على برنامج التعاون في مجال قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية والتوقيع على مذكرة تفاهم لاطار تشغيلي للنقل الجوي، والتوقيع على مذكرة تفاهم في مجال المصائد البحرية والثروة السمكية وغيرها. وفيما يتعلق بالشأن التجاري بين البلدين فقد تم التوقيع على برنامج التعاون في المجال التجاري، والتوقيع أيضا على اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة، ولا شك أن التوقيع على الاتفاقية الأخيرة حول مكافحة الجريمة يتوافق تماما مع ما بحثه خادم الحرمين الشريفين مع القيادة الإندونيسية حول تكثيف الجهود لمكافحة ظاهرة الارهاب ومواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها. هذه الاتفاقيات مجتمعة تدل بوضوح على رغبة البلدين الصديقين في تعميق علاقاتهما ودعم المشروعات المشتركة بينهما فيما يؤيد المسار المعلن لدعم أوجه التعاون بين المملكة وإندونيسيا لما فيه تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من المصالح المشتركة بين البلدين، ومن المعروف أن المملكة وإندونيسيا تحتفظان بعلاقات تاريخية قديمة تسعيان دائما لتجذيرها وتعميقها في كافة المجالات والميادين لمصلحة الشعبين الصديقين. من جانب آخر فان كافة الرؤى ذات العلاقة بدعم التضامن الاسلامي بين كافة الدول الاسلامية وكذلك ما يتعلق بدعم الشعب الفلسطيني وسائر الأزمات العالقة كالأزمة السورية والعراقية واليمنية وسائر الأزمات الدولية العالقة، تلك المسائل تنظر اليها المملكة وإندونيسيا بنظرات متقاربة ومتشابهة، وهذا يعني اتفاق البلدين الصديقين وتضامنهما للمشاركة الفاعلة في حلحلة كافة الأزمات العربية والاسلامية والدولية بروح من العدل والسلم.