في عالم المستديرة الأندية التي تريد أن تنافس وتحصد الألقاب، يجب أن تبدأ بداية سليمة، وتعيش كل العوامل التي تجعل الفريق يقدم مستوى فنيا جيدا، من اختيار توقيت التمارين، وموعد المعسكرات ومكانها، وتوفير كل الأدوات المطلوبة، من أجهزة فنية وطبية وإدارية، وكذلك وضع نظام يضمن استمرار العمل بالشكل المطلوب حتى نهاية الموسم. في النصر لم تكن البداية سليمة، وبالتالي كانت النهاية حزينة، ولأن النصر من الأندية الكبيرة، والتي اعتادت على صعود المنصات منذ تأسيسه، في هذا الموسم العالمي خذل أنصاره بعد أن عاد لطريق البطولات، فالأندية البطلة، لا تحضر موسما وتختفي مواسم، ولضمان هذا التميز وتحقيق البطولات كان يجب أن توضع الخطط المناسبة حتى لا يفقد الفريق البطولات، ويظل قريبا منها منافسا شرسا، فالنصر هذا الموسم لم يكن كذلك..! فلم يقدم في الدوري أي مستويات مقنعة، وخرج منه في مركز لا يليق ببطل دوري لموسمين متتاليين، ولهذا أسباب ذكرناها في البداية. لقد حاول النصراويون تدارك موسمه السيئ جدا بعد خروجهم من المنافسة في بطولة آسيا، فوضعوا كأس الملك هدفا لهم، وللأمانة قدم النصر شيئا بسيطا من النصر البطل الذي كان في موسم 2014م وموسم 2015م، حاول النصراويون جادين استدراك الأمر، وصلوا لنهائي الملك أمام الأهلي، وكانوا قريبين جدا من الكأس، لولا رعونة بعض مهاجميه الذين تفننوا في إضاعة الكرات، وتسببوا بشكل مباشر في فقدان الكأس، بينما في الأهلي حضر نجم الساحة الآن (السومة) كعادته وقدم للأهلي هذه البطولة، كما قدم بطولة الدوري قبلها للمدرج الأهلاوي. لذا من المفترض أن يتعلم النصراويون وغيرهم من الأخطاء، ويساعدوا أنفسهم بالشكل المناسب حتى لا يقعوا فيها مرة أخرى، فالنصر منذ تولي الأمير فيصل بن تركي دفة الرئاسة وهو يفشل في اختيار اللاعب الأجنبي، وهذه كانت معضلة هذا الرئيس ومجلس إدارته، فقد استفاد السماسرة بشكل كبير من ثروات النصر، وأوقعوا النصر في صفقات فاشلة بعضها لم تنته حتى الآن، والبعض الآخر منظور في المحاكم الدولية، وهذا كان بسبب سوء الاختيار، وعدم القدرة على وضع أسس ثابتة لتفادي هذا الخلل في تلك الفترة. هذا الموسم انتهى بالنسبة للنصراويين بخيره وشره، ومازلنا نقول: النصر يملك فريقا قويا، لأنه يضم نجوما محليين، وإذا كان يوجد نقص فالنقص محدود جدا، وإذا توفق النصر في إدارة جديدة على قدر كبير من الخبرة، فلن تجد صعوبة كبيرة في تجهيز الفريق، وتوفير احتياجاته، وفي تصوري المشكلة الأساسية التي كانت سببا مباشرا في ابتعاد النصر عن المنافسة والبطولات في سنوات سابقة ما قبل 2014م هو غياب اللاعبين الذين يصنعون الفارق، الآن الوضع مختلف، وبدليل النصر هذا الموسم في أسوأ حالاته الفنية، وترتيبه الثامن، ويلعب نهائي كأس الملك، ويقدم مستوى رائعا جدا، لو قدم 50% منه في منافسة الدوري، لأصبح النصر اليوم هو بطل الدوري للمرة الثالثة على التوالي، لكن الإعداد الضعيف، وغياب الروح لظروف إدارية وفنية معينة أفقدت النصر التوهج هذا الموسم. ربما أكثر ما يخشاه أنصار النصر في الأيام القادمة النزاعات الشرفية والاختلافات، ومن المحزن ألا تجد رئيسا يقود النصر رغم كل الظروف المالية السيئة التي تحيط به، إلا أن في النصر رجالا مقتدرين، ولديهم القدرة الكافية على حل كل المشاكل المالية، وتجهيز فريق قوي للموسم القادم. ختاما... دمتم بخير... ونلتقي إن شاء الله عبر جريدتنا الجميلة (اليوم) مع بداية الموسم القادم.. مع السلامة