خلال انتخابات اوغندا الاخيرة والتي فاز فيها الرئيس يوري موسيفيني لفترة رئاسية تستمر خمس سنوات يضيفها لبقائه في السلطة الذي استمر لمدة ثلاثين عاما تم توثيق ست حالات على الاقل لبتر أطراف أطفال أو ذبحهم، ولكن المرعب هو الاعتقاد السائد بأن هؤلاء الطفال لم يكونوا ضحية عصابات إجرامية، بل هم ذبحوا من قبل المتنافسين في الانتخابات كقرابين لجلب الحظ السعيد، وهو ما أكده علنا مسؤول في كهنوتية كيامبيسي لرعاية الاطفال حيث قال: "إن ذبح الاطفال وتقديمهم كقرابين عادة مألوفة في فترات الانتخابات الاوغندية لأن الناس يعتقدون ان قرابين الدم تجلب الثروة والسلطة كما أكد منسق قوة المهام المكلفة بمحاربة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية الاوغندية ان بلاغات باختفاء الاطفال تم تلقيها خلال الحملة الانتخابية، مضيفا ان سبعة اطفال وستة بالغين استخدموا سابقا كقرابين في عام 2015 فيما قدم تسعة اطفال واربعة بالغين كقرابين في عام 2014، موضحا أن قلوب أو رئات الأطفال الذين تم ذبحهم وجدت منزوعة من أجسادهم وتم قطع رأسي اثنين من القرابين وحملا لجهة مجهولة. هذه الظاهرة التي تمارس بشكل دائم في اوغندا يتم التكتم عليها، والذين يعارضونها يتعرضون للتصفية، وأكد تقرير نشرته الاممالمتحدة عام 2013 ان "المدافعين عن حقوق الانسان في اوغندا على قلتهم الذين انتقدوا عادة تقديم البشر قرابين غالبا ما يخاطرون بحياتهم امام المجتمع واولئك الذين يتكسبون ماديا من هكذا ممارسة" وجاء في التقرير ان اولئك الذين يتكسبون من خلال تجارة البشر غالبا ما "يتبعون لقيادات دينية او سياسية مؤثرة". ولاحظت منظمة حقوق الاطفال ان تقديم الاطفال قرابين في اوغندا "يستهدف دائما الاطفال الذين لم يرتكبوا خطئية لاعتقادهم ان القربان يصبح اكثر قبولا وهذا يجعل تقديم الاطفال قرابين اكثر شيوعا من البالغين". فوز موسفيني الذي يحظى بصداقة ودعم مباشر من الولاياتالمتحدةالامريكية في الانتخابات الاخيرة والتي يظل يكتسحها على مدى ثلاثين عاما الماضية قوبل بانتقاد حاد كما يحدث في كل مرة من قبل المعارضة والمجتمع الدولية، واتهم بالاحتيال وتزوير الانتخابات واستخدام الجيش والتهديد والترهيب للمحافظة على بقائه في السلطة، والذين تابعوا انتخابات أوغندا يخافون ان بقاء موسفيني في السلطة يدق جرس انذار في منطقة البحيرات، حيث يتطلع جوزف كابيلا رئيس الكنغو الديمقراطية وباول كاجامي رئيس رواندا لتمديد فترة حكمهما وكلاهما يحظى بدعم من الرئيس الاوغندي. وليست بورندي ببعيد فقد اجتاحها العنف بعد انتخابات عام 2015 ولقي اربعمائة شخص مصرعهم عندما حاول بييرانكورونزيزي. فوز موسفيني سيخدم اولئك الذين يؤيدون حكم افريقيا برجال اقوياء مما يبقي الباب مفتوحا لسفك المزيد من الدماء في منطقة البحيرات التي تقاتل شعوبها للتخلص من حكم الطغاة واستبداله بانظمة ديمقراطية ومؤسسات حكم قوية. الانتخابات الاوغندية الاخيرة صاحبتها عمليات اعتقال للمعارضين السياسيين واتهامات بالتلاعب في النتيجية وقد وصفها زعيم المعارضة بيسيجي الذي ظل يخسر اماما موسيفيني على مدى ثلاث انتخابات في الاعوام 2001، 2006، 2001 وضع رهن الاعتقال قبيل اعلان النتيجية بأنها "مهزلة وفضيحة". وقد دعا بيسيجي الذي كان حليفا مقربا من موسيفيني الافارقة لإدانة ما حدث والوقوف الى جانب شعب اوغندا وتأكيد حق كل افريقي في ان يعيش في مجتمع حر وديمقراطي، مضيفا "دعونا ندين هذه السرقة الانتخابية بسحب ثقتنا من النظام والامتناع عن التعاون معه". كما عبرت الاممالمتحدة عن قلقها تجاه عدم صحة نتائج الانتخابات وقال ايدوارد كوكان كبير بعثة مراقبي الانتخابات ان العملية الانتخابية اعاقها "الافتقار للشفافية والاستقلالية وخلق ممثلو الحكومة جوا من الخوف والرهبة لكلا الناخبين والمرشحين".